بيروت - قدس الإخبارية: قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن حديث الاحتلال والأمريكان ومحاولتهم تسويق ما يسمى ( المرحلة الثالثة ) وكأن المجازر واستهداف المدنيين ستتوقف، إنما هي محاولة للخداع وتضليل الرأي العام.
وأوضح حمدان، في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت، أن المرحلة الثالثة تعني الاستمرار بالقتل والتدمير تحت عنوان جديد، فجرائم الإبادة مستمرة، والتدمير يتصاعد في المباني والأحياء السكنية، ويتواصل منع المساعدات الإنسانية والإغاثة، أو تنقيطها في إطار ممارسة القتل البطيء، وخلق واقع غير قابل للحياة، يمهد لمخطط الاحتلال في التهجير القسري الذي أفشله شعبنا بصموده على أرضه.
وحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن مسؤولية هذه الجرائم وحرب الإبادة الجماعية، لدعمها هذا الاحتلال، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، فهذه الإدارة شريكة في قتل شعبنا وتهجيره وإبادته، ولن تكون بمعزل عن المساءلة والمحاكمة قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً.
وأشار حمدان إلى أن سعي الإدارة الأمريكية وإصرارها على تسويق سياستها المتساوقة مع الأجندة الإسرائيلي، حول ما بعد الحرب، وآخرها تصريح "جيك سوليفان" مستشار الأمن القومي الأمريكي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وحجم القتل والمجازر والدمّار في قطاع غزَّة، هو إفلاس سياسي وأخلاقي، ودليل تورّط وشراكة حقيقية في حرب خاسرة ضد شعبنا، ومحاولة يائسة لإدماج كيان مجرمٍ قاتلٍ للأطفال والنساء، في جسم أمتنا ومنطقتنا.
وقال إن على الإدارة الأمريكية أن توفّر وقتها وجهدها في محاولات ثبت فشلها عبر التاريخ، فشعبنا الفلسطيني هو سيّد قراره على أرضه، والقادر على إدارة شؤونه كافة، دفاعاً عن نفسه وأرضه وحقوقه ومقدساته.
وشدد على أن الهدوء والأمن والاستقرار في المنطقة، لا يمكن أن يأتي إلا عبر الوقف الفوري والنهائي للعدوان ضد شعبنا، وإنهاء الاحتلال لأرضنا ومقدساتنا، ومحاسبة قادته النازيين الجدد على جرائمهم في المحاكم الدولية، وتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس.
وحول الحديث عن سعي أمريكا ودول غربية لتشكيل حكومة فلسطينية، أكد حمدان، أن تشكيل حكومة فلسطينية وإدارة الوضع الفلسطيني هو شأن فلسطيني وطني.. نديره مع إخواننا وأشقائنا من القوى والفصائل الفلسطينية، ولا شأن لأمريكا أو غيرها به.
وقال إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يواصلون لليوم الثالث بعد المئة صمودهم الأسطوري، وصبرهم وتضحياتهم، وثباتهم على أرضهم، في مواجهة عدوان الاحتلال وإجرامه ومخططاته.
ولفت إلى أن الاحتلال يواصل في حرب التجويع والتعطيش المُمنهج ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، حيث بات أكثر من 800 ألف فلسطيني يعيشون مجاعة حقيقية، بمنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والوقود والغاز والإمدادات الضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية.
وقال أن الاحتلال لم يترك جريمة بشعة إلاّ وارتكبها ضدّ قطاع غزَّة، خلال ما يزيد عن مئة يوم كاملة، من القصف والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، حيث نفذ جيش الاحتلال الفاشي أكثر من ألفَي مجزرة ضد الفلسطينيين العزَّل والمدنيين والأطفال والنساء، خلّفت أكثر من 31 ألفاً بين شهيد ومفقود.
وأوضح أن النازحين في محافظات قطاع غزَّة، مأساة حقيقية، لا يمكن وصفها أو التعبير عنها، في ظل انعدام كل مقوّمات الحياة الطبيعية، من الغذاء والماء والدواء والمأوى، فقد أصبح 400 ألف منهم مصابين بأمراض معدية نتيجة النزوح.
ونوّه إلى أن أعداد المصابين ارتفعت إلى نحو 61 ألفاً، وهم محرومون من السفر للعلاج خارج قطاع غزَّة، في ظل جرائم الاحتلال ضد المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.
وشدد أن أكثر من 7 آلاف مفقود، 70% منهم من النساء والأطفال، تحت الأنقاض لم تستطع الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشالهم حتى الآن، نتيجة القصف العشوائي الهمجي المستمر، وبسبب عدم توفّر الوقود وغياب المعدّات اللازمة.
وحول الاعتداءات في الضفة الغربية المحتلة، قال القيادي في حركة حماس إن الاحتلال يواصل جرائمه عبر الاقتحامات اليومية للمدن والقرى والبلدات، وعمليات الاعتقال والاغتيال، وعبر سياستها الاستيطانية والتهويدية، وتسليح المستوطنين فيها، وإطلاق العنان لهم لاستباحة الأرض والدماء والمقدسات.
وأشار إلى أن عدد الشهداء في الضفة منذ السابع من أكتوبر وصل إلى 350 شهيداً، إضافة إلى حوالي 4 آلاف مصاب، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من 5 آلاف معتقل.
ودعا أفراد الأجهزة الأمنية، إلى الانضمام إلى إخوانهم في المقاومة، وتحويل أسلحتهم التي بأيديهم؛ إلى صدور جيش الاحتلال.
وتساءل حمدان: إلى متى تنتظر دولنا العربية والإسلامية الشقيقة، حتى تتحرّك بشكل جاد وعاجل، لتجاوز كل الضغوط التي يمارسها الاحتلال والإدارة الأمريكية، وفرض إرادة هذه الدول في إغاثة المكلومين من أبناء غزَّة، وتضميد جراحهم، والوقوف والتضامن معهم بكل الوسائل أمام هذا العدوان النازي؟!
ورحب بإعلان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتزامه للدخول الى غزة على رأس وفد من علماء الأمة لكسر الحصار والتضامن مع شعبنا في غزة.
ودعا منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزَّة بشكل عاجل وفوري، وإجبار الاحتلال على دخول كل الوفود الرّسمية والشعبية ومعها المواد الطبية والإغاثية ومعدّات الإسعاف والدفاع المدني، إلى كلّ مناطق قطاع غزَّة.
وجدد رفض الحركة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، والعدوان الأمريكي البريطاني السافر على اليمن الشقيق، بسبب دعمهما لشعبنا وتأييدهما لنضاله وحقوقه المشروعة، وهنا نشيد بموقف الإخوة أنصار الله والجيش اليمني، في استمرار خطواتهم الشجاعة والجريئة في فرض حصار بحريّ على الكيان الصهيوني المجرم.
وأدان مواقف ألمانيا الاتحادية في دعم الاحتلال النازي وعدوانه على شعبنا، بإعلانها الدخول كطرف ثالث في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الصهيوني في محكمة العدل الدولية، دعماً وتأييداً للكيان الصهيوني، وبتوجّهها للموافقة على إرسال نحو عشرة آلاف قذيفة دبابة لهذا الاحتلال، ممَّا يجعلها شريكاً مباشراً له في جرائمه وعدوانه.
وقال إنَّ محاولة ألمانيا المكشوفة التكفير عن جرائمها النازية التاريخية لا تأتي عبر دعم وتأييد جرائم النازيين الجدد من مجرمي الحرب الصهاينة.
ودعا جمهورية ألمانيا الاتحادية وكل الدول الداعمة والمؤيّدة لهذا الاحتلال، إلى العدول عن هذه السياسة الخاطئة، والتوقف عن كل أشكال الدعم والتأييد للعدوان والإجرام، وتبني خيار رفض وتجريم حرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ واتخاذ تدابير عاجلة ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي من أجل وقف العدوان وإغاثة شعبنا وتمكينه من حقوقه المشروعة.