غزة - قدس الإخبارية: قال المتحدث باسم كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، الأحد، إن معركة "طوفان الأقصى تاريخة ومفصلية في تاريخ وحاضر الشعب الفلسطيني، لتحرر كل الشعوب والأمم المستعبدة، وتعطي أنموذجا كيف للكف أن يناطح المخرز".
وأضاف أبو عبيدة في كلمة بالصوت والصورة، بعد مرور 100 يوم من عدون الاحتلال الإسرائيلي على غزة، "نعود 100 يوم إلى الوراء لنذكر قوى العالم الذي تحكمه شريعة الغاب، بعدوان بلغ أقصى مداه على أقصانا ومسرانا".
وتابع "بلغت جريمة هذا العدو وحكومته الفاشية حد المطالبة بحرق شعب وتهجيره وتدنيس مقدساته علنا، وقتله ببطء في غزة والضفة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48".
وأردف أن "قادة العدو يتلذذون بتعذيب الأسرى الفلسطينيين ويقتلونهم في السجون، ويشددون الخناق على غزة، لإشباع غرائز جمورهم الحاقد على كل فلسطيني وعربي ومسلم".
وأوضح "لم يكن أمامنا سوى تفعيل ما نتملك من قوة، لنذكر العالم أن لهذه الأرض والمسرى رجال وحماة، فكانت ملحمة السابع من أكتوبر التي جاءت لتدفيع الثمن لهذا المحتل وعصاباته التي ترتكب المجازر على مدار 100 عام ضد أهلنا وشعبنا وتحتل قبلة المسلمين الأولى وتسعى لإبادة شعبنا وتصفية وجوده".
وأكد أبو عبيدة أن "العدو ارتكب على مدار 100 يوم مذابح تندى لها جباه الإنسانية، لكن العدالة في العالم تحول دون محاكمة العدو، مما يزيدنا قناعة بوجوب ما فعلناه في ملحمة السابع من أكتوبر، والاعتماد على سواعد رجالنا ومقاومتنا في مقارعة الاحتلال".
وأشار إلى أن المقاومة "تكبد العدو خسائر باهضة، حيث استهدفوا وأخرجوا عن الخدمة نحو 1000 آلية عسكرية صهيونية توغلت في قطاع غزة، كما نفذوا مئات المهام العسكرية الناجحة في كل نقاط توغل وعدوان الاحتلال جرى الإعلان عنها أولا بأول".
وتابع "أبدع مجاهدونا رغم الفارق في الميزان العسكري، والمجازر التي يتركبها العدو، إلا أن المجاهدين حافظوا على تماسك صفوفهم وازدادوا قناعة بالدفاع عن أرضهم وقدموا تضحيات عظيمة وسطروا ملاحم عز نظيرها في هذا الزمان، واستبسلوا في تكبيد العدو خسائر هائلة".
واستمر أبو عبيدة قائلا: "الملاحم التي سطرها مجاهدوا ستخلد كواحدة من أقدس وأعظم المعارك في تاريخ أمتنا".
وأضاف أن "جُل ما قاومنا به العدوان من صنع كتائب القسام، ولم تكن تجدي نفعا لولا الصناعة الأهم التي نمتلكها، وهي صناعة الإنسان المقاتل التي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره على مواجهة قاتلي أجدادة وآبائه ومدنسي مسراه".
وأكد أن "تكنولوجيا الصواريخ والدبابات المحصنة والطائرات الحديثة بأسلحتها الفتاكة، لا تفعل شيئا أمام المجاهدين المنتظرين الظفر بالعدو المؤمنين بعدالة قضيتهم".
وقال إن "شهادات المجاهدين الأبطال تؤكد مدى بطولتهم العظيمة وإيمانهم بمعرتكهم واستبسالهم في الدفاع والهجوم".
وبيّن أن "المجاهدين يعودون بشهادات صادمة عن ضعف إيمان الجندي الصهيوني، وكيف يفر أمام مجاهدي القسام رغم كل ما يحمل من سلاح وعتاد، وأن ما يعرضه جيش العدو، محل سخرية لأصغر طفل فلسطيني".
وتابع أن "كتائب القسام تؤكد أن معركة طوفان الأقصى معركة الكل الوطني الفلسطيني، يقاتل فيها شعبنا بكل قواه ومقاوميه في خندق واحد، وأن أي حديث سوى وقف العدوان ليس له قيمة".
وأردف أن "أهداف العدو تكسرت على صخرة صمود شعبنا ومقاومتنا، وسقط القناع عن كيان الاحتلال الذي ارتكب محرقة بحق الأبرياء".
واستمر أبو عبيدة أن "ما يعلن عنه العدو من إنجازات مزعومة حول تدمير مستودعات أسلحة، وما يزعم أنها أنفاق طويلة، هي أمور مثيرة للسخرية، وسيأتي اليوم التي تثبت فيه القسام كذب هذه الدعاوى، وقبل السابع من أكتوبر لم يكن هناك أي مستودع أسلحة للقسام في أي مكان في غزة، ولا يوجد أيضا أي منصة صواريخ مذخرة، ولا يزال لدينا الكثير لنقوله للعدو والعالم في الوقت المناسب".
وتابع أن "مصير العديد من محتجزي العدو بات خلال الأسابيع الأخيرة مجهولا، وأما الباقون فدخلوا نفقا مجهولا، وعلى الأغلب سيكون العديد منهم قتل أخيرا، فيما لا يزال الباقون في خطر كل ساعة، وقيادة العدو جيشه يتحملان كامل المسؤولية".
وتابع "نحيي أيدي المقاتلين في لبنان والعراق واليمن، وننعى إلى أمتنا شهداءهم ونبارك جهدهم وعطاءهم".
وبيّن أن "العدو دمر معظم مساجد غزة ودنسها وأوقف الأذان والصلاة في حرب دينية واضحة، استكمالا لما بدأته عصاباتهم على المسجد الأقصى".
وهذه الكلمة للناطق العسكري باسم كتائب "القسام"، أبو عبيدة، هي الأولى بالصوت والصورة منذ الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي منذ نحو 52 يوما.
وكانت كتائب "القسام"، أعلنت في وقت سابق من الأحد، أنها "قصفت مدينة أسدود المحتلة برشقة صاروخية من طراز (مقادمة M75)، ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في غزة".
وأكد مصدر قيادي في "القسام"، أن "الرشقة الصاروخية على أسدود انطلقت من أماكن توجد فيها قوات الاحتلال".
ودوّت صفارات الإنذار في المدينة وضواحيها عقب الرشقة الصاروخية من غزة.
ودخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الأحد، يومه الـ100، في ظل استمرار التحذيرات من آثار كارثية على أهالي القطاع بسبب الجوع الناجم عن تزايد نقص توريد الغذاء، في حين بلغ غدد النازحين في القطاع أكثر من 1.8 مليون نسمة، وفقا للأمم المتحدة.