فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: زعمت وثائق إسرائيلية كشف عنها مؤخراً أن جهاز "الموساد" تلقى "معلومة ذهبية"، حسب وصفها، خلال حرب 1973 مع مصر وسوريا، أدت لتغيير "وجه الحرب".

وأظهرت الوثائق التي نشرها جهاز "الموساد" في كتاب حمل عنوان "ذات يوم عندما يسمح بالحديث"، ويكشف فيه عن
"دوره الاستخباراتي قبل الحرب وخلالها"، أن المعلومة الذهبية كان مصدر أشرف مروان صهر الرئيس السابق جمال عبد الناصر، الذي اختلفت المصادر التاريخية حول كونه جاسوساً للاستخبارات الإسرائيلية أو تابعاً لجهاز المخابرات المصرية، وأراد تضليل الأجهزة الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال.

وكشف الكتاب صوراً لأشرف مروان الذي حمل اسم "ملاك"، في الوثائق الإسرائيلية، خلال لقاءات مع مشغله من جهاز "الموساد"، الذي يحمل اسم "دوبي"، وتدعي الوثائق أن مروان نقل للاستخبارات الإسرائيلية معلومات حول نية الجيشين المصري والسوري شن هجوم على قوات الاحتلال على جبهتي سيناء والجولان، قبل اندلاع حرب 1973.

وتروي الوثائق أن "دوبي" تلقى رسالة من أشرف مروان، في الفترة ما بين 4 - 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، أي قبل اندلاع الحرب، وقال له فيها إنه يريد الاجتماع به في أسرع وقت، من أجل أمر يتعلق بــ"قائمة المواد الكيميائية"، وهو الرمز الذي اتفق عليه الطرفان للتحذير من الهجوم المصري - السوري.

ويدعي "الموساد"، في وثائقه، أن الاجتماع الذي جرى في لندن مع أشرف مروان أشار إلى أن الهجوم المصري والسوري سيقع في "يوم الغفران"، أي الأعياد اليهودية، وهو ما حصل فعلاً حيث شنت القوات المصرية والسورية هجوماً على الجبهتين.

ونقل مروان لجهاز "الموساد" معلومات حول نية الجيش السوري السيطرة على أكبر قدر من الأراضي في الجولان المحتل، وأن الطائرات السورية ستقصف ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية إحداها "رامات ديفيد"، وقال إن سلاح الجو في الجيش المصري لن يهاجم أهدافاً في عمق فلسطين المحتلة بل سيركز على المواقع الإسرائيلية، في سيناء.

وقال "الموساد" إن "المعلومة الذهبية" التي أرسلها أشرف مروان هي أن الجيش المصري يستعد لاجتياز القناة، وهو ما دفع هيئة الأركان وقادة المنطقة الجنوبية، في جيش الاحتلال، لأخذ قرار نصب كمين قاتل للقوات المصرية بدلاً من الهجوم عبر القناة، وهو ما اعتبرته الوثائق أحد العوامل التي ساهمت في تغيير شكل الحرب، بعد الخسائر الفادحة التي تلقتها قوات الاحتلال في البداية.