شبكة قدس الإخبارية

القدس ووحدة الساحات

04107733348937880377756770656020
ثامر سباعنة

 

قبل أيام خرج للإعلام مشاهد القمع داخل المسجد الأقصى المبارك، وظهر مقدار كبير من البطش والقوة المستخدمة من قبل جيش الاحتلال بحق المعتكفين في الأقصى، ولعل الاحتلال تعمد اخراج المشهد بهذا القدر من البطش والقوة ليرسل برسالة للمعتكفين والمرابطين أن هذا النهج هو الذي سيلجأ له الاحتلال من أجل فرض سياسة الأمر الواقع على الأقصى وتحقيق نقاط في موضوع التقسيم الزماني والمكاني للأقصى.

لكن لهذا المشهد الخارج من الأقصى آثار لم يتوقعها الاحتلال، او على الأقل لم يتوقع ان تكون بهذه القوه وهذا التوسع في الرد، فخلال ساعات اشتعلت مجموعة من الساحات لتضرب كيان الاحتلال.

الحدود اللبنانية الفلسطينية بادرت بمجموعة من الصواريخ التي فاجأت وأربكت الاحتلال، لتُضاف الى حدث مجدو قبل أسابيع والذي للان لم يعترف الاحتلال بكل تفاصيله.

وتحركت المقاومة في قطاع غزة بمجموعة من الرشقات الصاروخية في جنوب فلسطين، لتضاف لها ساحة الجولان، إضافة للمقاومة في الضفة الغربية ومدن الداخل الفلسطيني المحتل.

ترابطت الساحات وتوحدت وأعلنت بشكل واضح أن الأقصى ومدينة القدس خط أحمر وأي اعتداء عليه هو اعتداء على هذه الجبهات.

القدس استطاعت من جديد أن تكون موحدة الأمة والبوصلة الحقيقية لها، وبالفعل كانت صفعة قوية للاحتلال فأربكت اجراءاته وبعثرت أوراقه، وجعلت الاحتلال يعيد حساباته من جديد، بل ظهر بشكل واضح تردد الاحتلال في شكل الرد على هذه الضربات.

استطاعت المقاومة إدارة الموضوع بشكل جيد، واختارت توقيت مناسب لهذه الضربات التي جاءت من عدة جبهات وبشكل يثبت أنها منسقة ومتفق عليها، فقد جاءت هذه في ظل ما تعانيه الحكومة "الإسرائيلية" من تظاهرات واحتجاجات داخلية "إسرائيلية" اضافه الى انها جاءت بعد ما تعرض له المعتكفين في الأقصى، وأيضا في ظل وضع عالمي مرتبك على أثر الحرب الروسية الأوكرانية.

قوة الردع "الإسرائيلي": كثر الحديث في الإعلام "الإسرائيلي" في الأيام الأخيرة عن ضعف ما يسميه الاحتلال قوة الردع الإسرائيلي، في رسالة واضحة عن ضعف رد حكومة نتنياهو على الضربات التي تلقتها "إسرائيل" من عدة جبهات، ولعل هذا الضغط السياسي والإعلامي حول ضعف الرد سيدفع الحكومة "الإسرائيلية" لتوجيه ضربة أو عدة ضربات انتقامية لإعادة الهيبة لهذه الحكومة وللدفاع عن قوة الردع التي يتغنى به الاحتلال، وقد يستهدف الاحتلال شخصيات في المقاومة ليظهر بصورة المنتصر أمام الشارع "الإسرائيلي" المنتقد لأداء هذه الحكومة.