شبكة قدس الإخبارية

فلسطين حزينة وشامخة في وداع الأسد المقنع: ناصر أبو حميد يا ذاكرة الانتفاضة

٢١٣

 

fgbNv_0
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: تفاعل عشرات الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2022، مع استشهاد الأسير القائد ناصر أبو حميد في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، رفض خلالها الاحتلال الإفراج عنه أو نقله لتلقي العلاج.

وكتب العشرات من النشطاء عبر صفحاتهم وحساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي متفاعلين مع نبأ استشهاد الأسير القائد أبو حميد، ومعزين في ذات الوقت والدته التي لطالما حرمها الاحتلال من زيارته باستثناء ما حصل من زيارة قبيل استشهاده.

وارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 233، بينهم 10 شهداء ما زال الاحتلال يحتجز جثماينهم، وهم: أنيس دولة، وعزيز عويسات، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر، وسامي العمور، وداود الزبيدي، ومحمد ماهر تركمان.

وكتبت لمى خاطر عبر حسابها في تويتر: "يترجل اليوم ناصر أبو حميد، بعد أن عاش حياته مقداماً أبيّاً في الميدان، وحرّاً معطاءً داخل السجون يمضي من ضيق الزنزانة إلى رحابة الآخرة، ومن التعب إلى الراحة الكبرى، رحمه الله وأحسن عزاء أهله وكل الأحرار".

من جانبه، كتب الصحفي والناشط أحمد عاروري عبر فيسبوك قائلاً: ""في عمر 13 عاماً اعتقل ناصر أبو حميد للمرة الأولى ثم صار حديث الأهازيج الشعبية التي غنت له: "ناصر يا ابو حميد يا أسد مقنع... بالليل والنهار البلطة بيدّك تلمع"، يذكرون في اجتياح رام الله أن ناصر أخرج ما معه من سلاح خفيف وأطلق النار على الطائرات التي كانت تحرق الأرض، حتى لا يقال عجز أحد، ناصر الذي لم يعرف حياة خارج السجون وشاب في مواجهة "إسرائيل"، يستشهد اليوم على فراش المرض بعد أن أنهك الاحتلال جسده بالسرطان، على طريق رسمه شقيقه عبد المنعم "صائد الشاباك".

بدوره، كتب الصحفي محمد بدر عبر فيسبوك: "رحل ناصر أبو حميد، أحد أهم وأخطر الأسماء في ذاكرة الاجتياح والفلسطينيين والمستوطنين والعملاء، رحل المقاتل الفذ العنيد، الذي كان مثالًا للنبوة الشجاعة المقاتلة، التي تحرق النار جسدها، والسجن عمرها، ولكنها تكمل رسالتها.. غيبت إسرائيل ناصر، هذه الجريمة التي نراها في الحاجز والمستوطنة وحائط البراق وأبراج الزناة في دبي وتل أبيب.. عزاؤنا أن الدم حاضر والسلاح لا زال خيارًا لمن آمن بأن هذا الطريق نهايته محو إسرائيل ووكلائها عن كل الوجود".

أما الناشط أدهم أبو سلمية فكتب: "أمنا الغالية أم ناصر أبو حميد عظم الله أجركم واحسن الله عزاكم وربنا يربط على قلبك، وجع الدنيا كله تُخفيه بصبرك وثباتك وقوة عزيمتك، الله يثبت قلبك".

في السياق ذاته، كتب الإعلامي إسلام بدر عبر تويتر: "أن تكون سليل عائلة وطنية عظيمة ثم مقاوما ومطاردا ثم أسيرا ثم صامدا في قلاع الأسر رغم المرض وتترجل في نهاية المطاف شهيدًا، هذه سردية فلسطينية خالصة تتمثل في الشهيد البطل ناصر أبو حميد".

في الوقت ذاته، كتب الناشط رضوان الأخرس: "عندما اشتد المرض على القائد الشهيد ناصر أبو حميد اقترح عليه أحد المحامين أن يتقدم برفع طلب (عفو) إلى رئيس الاحتلال للإفراج عنه، إلا أن ناصر رفض ذلك رفضاً قاطعاً، ولم يطلب عفواً من عدوه، وترك وصية قال فيها: "ذاهب إلى نهاية الطريق، تاركا خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي".

في ذات السياق، كتبت الناشطة ميساء قاضي: "نبكيك قهراً وعجزاً عندما كنا نسمع أنك تحتضر وعجزنا عن أن نتتزعك من بين أقبية زنزانتك .. أنت الذي قدمت ثلثي حياتك لأجل حريتنا، انت الذي لا يوجد موضع بجسدك إلا ومصاب بالرصاص.. يا خجلنا وضعفنا وعارنا ونحن ننعاك شهيداً وشاهداً.. أنت الحي ونحن الموتى.. الأسير ناصر أبو حميد شهيدا".

واستشهد القائد أبو حميد في مستشفى في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فجر اليوم، بعد معاناة من مرض السرطان الذي تفشى في جسده جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد.

وزفَت العائلة الشهيد ناصر أبو حميد "أسد فلسطين"، كما وصفته، وقالت إن روحه الآن صارت حرة طليقة وبقي جسده أسيراً لدى الاحتلال الذي هو "الوجه الآخر للنازية".

وعاهدت الشعب الفلسطيني على الصمود، قائلة: نعاهد أبناء شعبنا الصابر، على أنّ تكون كما كنّا دائماً صابرين بصبر شعبنا، أقوياء مستمدين قوتنا وعزيمتنا من تضحيات شهدائنا الأبرار.

وأضافت: لن نتقبل العزاء بابننا القائد إلا أنّ يتحرر جسده الطاهر ومعه سائر جثامين الشهداء العظام المحتجزة لدى الاحتلال الفاشي.

#الأسرى #ناصر_أبو_حميد