شبكة قدس الإخبارية

منظمة حقوقية: جيش الاحتلال استخدم طفلة فلسطينية كدرع بشري في جنين 

thumbs_b_c_f29796d1d9fd7a453093c609dfdbe479

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، استخداد جنود جيش الاحتلال طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 16 عاما كدرع بشري أمام مركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام مدينة جنين قبل أيام.

وبحسب تقرير أصدرته الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن استخدام طفلة كدرع بشري لقوات الاحتلال يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي الإنساني.

وبحسب التقرير، فإن جنود الاحتلال أجبروا الطفلة عهد مرعب من سكان حي الهدف بجنين على الوقوف أمام مركبتهم العسكرية لمدة ساعتين تقريبا، وسط اشتباكات مسلحة بين جيش الاحتلال ومسلحين فلسطينيين.

وقالت الطفلة عهد، إنه في حوالي الساعة السادسة صباحا في 13 مايو 2022، استيقظت وعائلتها على أصوات انفجارات قريبة من منزلها وسمعت شخصا ينادي بصوت عال "محمود سلم نفسك" حينها عرفت أن جيش الاحتلال يحاصر المنزل لاعتقال شقيقها محمود (20 عاما).

وأضافت عهد: طلب منا جنود الاحتلال الخروج من المنزل، وطلبوا منا كذلك أن نتقدم وندخل إلى ساحة المنزل المقابل لمنزلنا، ففعلنا، وقور وصولنا قام الجنود بتفتيش والدي وتكبيله، وطلب أحد الجنود من والدتي اصطحابي وشقيقاي فارس وعبدالرحمن إلى نهاية الشارع الذي يبعد عن منزلنا نحو 100 متر، وعندما وصلنا إلى هناك طلب منا الجنود أن نجلس أرضا وكنا نبكي ونرتجف من شدة الخوف.

وأردفت: وبعد حوالي نصف ساعة وصل للمكان جيب عسكري إسرائيلي، وقام الجنود باقتياد والدتي إلى داخله ثم غادر، فبقيت بمفردي بين جنود الاحتلال بعد إدخال شقيقاي إلى أحد المنازل، وفي حوالي الساعة الثامنة صباحا وقع إطلاق نار كثيف من قبل مقاومين فلسطينيين باتجاه الجيب العسكري الإسرائيلي الذي كنت أجلس بالقرب منه، فأمسكني الجنود بسرعة وطلبوا مني أن أبقى واقفة أمام مقدمة الجيب الذي كان يتعرض لإطلاق النار، وبعدها صعدوا جميعهم إلى داخل الجيب، وفي تلك اللحظات كان الرصاص يحيطني من كل جانب، كنت أرتجف وأبكي، طلبت من الجنود أن يبعدوني عن المكان لأن الرصاص يمرُ من فوق رأسي فرفضوا.

وبحسب إفادة عهد، فإنها وبسبب كثافة النيران حولها، انزلت رأسها للأسفل "لكي لا يصيبني الرصاص، حينها صرخ الجندي من داخل الجيب وقال لي (ارفعي رأسك ما تنزليه)، طوال تلك الفترة لم أنقطع عن البكاء ولم يستجب جنود الاحتلال لطلبي بإبعادي عن مكان الاشتباكات.

وقالت عهد: جراء الخوف والرعب لم يعد بمقدوري مواصلة الوقوف، غادرت المكان وتوجهت نحو شجرة قريبة وجلست على الأرض وكنت حينها منهارة بكل معنى الكلمة، حينها صرخ عليّ أحد الجنود من نافذة الجيب وطلب مني العودة إلى مكاني إلا أنني لم أستجب له وبقيت جالسة قرب الشجرة.

وذكر التقرير، أنه "وبعد حوالي ساعتين، أخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة المكون من طابقين، حيث كانت عهد تعيش مع والديها وثلاثة أشقاء وجديها وأعمامها وزوجاتهم وأطفالهم الثمانية الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و11 سنة، ومن ثم قصفت المنزل بقذائف صاروخية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، كما أطلقت الذخيرة الحية على المنزل".

وبحسب تقارير فلسطينية، وتقرير للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، فإن قوات الاحتلال انسحبت من الحي في قرابة الساعة 11 صباحا بعد اعتقال شقيق عهد، محمود، فيما نقلت إلى المستشفى بسبب معاناتها من نقص حاد في الأوكسجين.

وأوضحت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فلسطين، أنه ومنذ عام 2000، وثقت ما لا يقل عن 26 حالة تتعلق باستخدام أطفال فلسطينيين كدروع بشرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.