فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: بعد سنوات من انخراط أنظمة عربية في التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، والعمل الإعلامي المنظم لمحو مركزية القضية الفلسطينية من العقل الجماعي العربي، وتثبيت فكرة أن "إسرائيل" جزء من المنطقة، تثبت الشعوب العربية فشل هذه السياسات، في كل مناسبة أو حدث في فلسطين.
المشهد القريب على فشل السياسات الرسمية للأنظمة في إقصاء القضية الفلسطينية عن وعي العرب، كان في حفل افتتاح "كأس العرب" المقام في قطر، حيث أثار عرض علم فلسطين والنشيد الوطني حماس الجماهير التي شاركت في الحفل، وهو ما اعتبره نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي دليلاً آخر على حضور فلسطين الدائم في قلوب العرب.
ما جرى في قطر، لم يكن منفصلاً عن التفاعل العربي والدولي الواسع مع فلسطين، خلال العدوان على غزة وما رافقه من هبة شعبية على طول فلسطين المحتلة، حيث أعادت الأحداث الجماهير إلى الساحات والشوارع، دعماً للمقاومة وتأكيداً على رفض التطبيع، وهو ما أثار مخاوف إسرائيلية من أن سياسات التواصل وفتح العلاقات مع أنظمة في المنطقة، لم تنجح حتى اللحظة في تحييد الشعوب عن العداء مع "إسرائيل"، وخير دليل على ذلك أن النظامين في مصر والأردن أقاما علاقات تطبيعية، منذ عقود، لكن العداء بقي متجذراً في المجتمع.
واعترف محللون وقادة سابقون في جيش ودولة الاحتلال، أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اكتساب "المعركة الإعلامية"، في الحرب الأخيرة، بينما خرجت "إسرائيل" بفشل ذريع، جراء تسليط الإعلام العربي والعالمي على جرائمها باستهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية، وهو ما قد ينعكس على حضور الرواية الفلسطينية في مقابل زيادة العداء لدولة الاحتلال في العالم.
وفي مختلف الفعاليات الرياضية العربية، بقيت فلسطين حاضرة في نشاطات "الألتراسات" التي تمثل آلاف الجماهير الرياضية، وانتشرت طوال سنوات أغاني خرجت من بين المدرجات، تمجد فلسطين وشهدائها وتؤكد على رفض العدو، وعلى المستوى العالمي رفعت الجماهير علم فلسطين في أكثر من مناسبة، خاصة خلال المواجهة مع فرق الاحتلال الرياضية.