ما كشفه برنامج "ما خفي أعظم" عن أسر ضابطي استخبارات إسرائيليين في الخارج حدث تأسيسي في حرب العقول بين المقاومة والكيان الصهيوني؛ وإن كان لم يتم التعرف على الانتماء التنظيمي والمكاني للجهة الآسرة.
هذا التحول؛ الذي يعكس براعة وتصميم منقطع النظير يضع نهاية لاحتكار إسرائيل العمل ضد المقاومة في الخارج عبر الاغتيالات والخطف.
تكتم إسرائيل وإلزامها إعلامها بعدم التعرض لما كشفه برنامج "ما خفي أعظم" يشير إلى عمق الحرج الذي أصاب القيادة الصهيونية لإدراكها أن هذا الحدث خلط الأوراق على صعيد أية صفقة تبادل أسرى قادمة؛ فضلا عن أنه يوسع من دائرة الأعباء على تأمين عشرات الآلاف من ضباط الاحتياط في الخارج؛ الذين يتحركون في إطار ارتباطاتهم الاقتصادية والتجارية.
وعدم تحديد هوية الجهة المسؤولة عن أسر الضابطين الصهيونيين يمنحها هامش مناورة أكبر ويجعل إسرائيل أكثر عجزا عن التعامل مع هذا التطور.
ولن يكون مستهجنا أن تزيد بعض الأطراف العربية من جهودها الهادفة إلى محاولة التوصل لصفقة أسرى جديدة.