رام الله - خاص قدس الإخبارية: صعد فيسبوك خلال أيام العدوان على قطاع غزة من ملاحقة المحتوى الفلسطيني تزامناً مع الهبة الجماهيرية الواسعة التي شهدتها مختلف أنحاء فلسطين امتداداً لأحداث المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح والداخل المحتل.

وتعطلت مئات الحسابات الخاصة بالنشطاء والصحافيين الفلسطينيين على خلفية منشورات إخبارية أو نشر منشورات ذات طابع وطني، فيما حذف عدد كبير من المنشورات تحت إدعاء التحريض ومخالفة معايير المجتمع الخاصة بفيسبوك.

وتداعى عدد من النشطاء والمبادرين في مجال مواقع التواصل لتنفيذ حملة واسعة تستهدف خفض تقييم فيسبوك عبر متاجر الأجهزة الذكية وهو ما انعكس سلباً على تقييم الموقع في عدد من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

ووصل التقييم حتى لحظة إعداد التقرير "1.8" وهي نسبة متدنية للموقع منذ شهور طويلة، إذ يرى النشطاء أن هذه الخطوة من شأنها أن تدفع فيسبوك إلى التخفيف بعض الشيء من ملاحقة المحتوى الفلسطيني خصوصاً المرتبط بالقضية الوطنية.

وتعالت الأصوات المطالبة بحملات واسعة تستهدف ممارسة ضغوط حقيقة على الموقع المملوك أمريكياً لوقف استجابته لطلبات الاحتلال بحذف المحتوى الفلسطيني وخفض وصوله والامتناع عن تنظيم الحملات الإعلانية الممولة.

في السياق، قال مدير مركز صدى سوشال إياد الرفاعي إن هذه الحملات ذات أهمية حقيقية على صعيدين الأول يتمثل في تعزيز التفاعل الجماهيري مع ما يقوم به فيسبوك بحق المحتوى، والثاني للاستفادة منها في استرجاع بعض الحسابات والصفحات.

وأوضح الرفاعي لـ "شبكة قدس" أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً واضحاً في ملاحقة المحتوى الفلسطيني سواء عبر تعطيل الحسابات الفلسطينية أو حتى حذف المنشورات، مبيناً أن خاصية الذكاء الاصطناعي باتت أكثر تطوراً

وأردف مدير مركز صدى: "كل المحاولات الفلسطينية لتجاوز خاصية الذكاء الصناعي يبدو أنها لم تحقق النجاح المطلوب في تجاوز ملاحقة المحتوى"، مبيناً أن الحضور الفلسطيني يجب أن يكون أكثر حضوراً وتفاعلاً رغم محاولات الحجب والحظر.

وبين أن الفترة الماضية شهدت حملة تخفيض التقييم الخاص بفيسبوك وحقق الأمر تجاوباً من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ويجري العمل على حمل أخرى لوقف تنظيم الإعلانات الممولة ضمن خطوات متصاعدة.

ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد اجتماعات ولقاءات مع فيسبوك تهدف الحديث عن المحتوى الفلسطيني وللمطالبة بوقف حملات الحجب والحظر والحذف، مبيناً أن هناك فائدة وجدوى حقيقة من وراء تنظيم هذه الحملات.