القدس المحتلة - قدس الإخبارية: كانوا يعدّون الدقائق التي تفصلهم عن اليوم الموعود، عن اليوم الذي انتظروه طويلًا حينما ستُفتح أبواب المسجد الأقصى المبارك جميعها، بعد طول غياب.
وقفوا عند أبوابه خلال ساعات الفجر، دقات قلوبهم علت حتى كادت تُسمَع، كبّروا تكبيرات العيد التي لم يتسنّ لهم ترديدها في هذا المكان بالتحديد، وزّع حراس المسجد الكمامات عليهم، هي دقائق حتى فُتحت ثلاثة أبواب؛ حطّة، السلسلة والمجلس.
وما إن فُتحت دفتا الباب حتى سُمعت أصوات المصلين؛ بكاء، ضحكات، تكبيرات، ركض في باحات المسجد الأقصى التي اشتاقت القلوب لها، كلٌّ عبّر بطريقته عن اشتياقه، وآخرون سجدوا شكرًا لله على إعادة فتح المسجد.
هي الفرحة التي لطالما انتظرها أهل بيت المقدس الذين طالبوا بفتح أبوابه طوال الفترة الماضية، فالمسجد أُغلق لمدة سبعين يومًا كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا، ولم يطِق أحبابه هذا الإغلاق، مطالبين دائرة الأوقاف بإعادة فتحه مع التزامهم بكافة إجراءات الوقاية من لبس الكمامات والتباعد بين المصلين.
وبعد التقييم وتعقيم مرافقه وباحاته، أُعيد فتح أبواب المسجد الأقصى اليوم، وأدى مئات المصلين صلاة الفجر في مصلياته، ملتزمين بكافة الإجراءات، مُتباعدين عن بعضهم البعض، وعقب انتهائهم خرجوا إلى الباحات مكبّرين مهللين، رافعين العلم الفلسطيني.
كما هتفوا جميعًا “خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود”، “قولوا الله وعلو الصوت، أقصاوي ما يهاب الموت”، “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، “من الصباح للرباح أسد الأقصى الحاج مصباح”، و“قولوا لكلاب الشاباك جاي جاي الاشتباك”.
ووثّق المصلون والصحفيون اللحظات الأولى لفتح أبواب المسجد الأقصى، وقامت إحدى المرابطات بتوزيع الحلوى على المصلين عند باب حطة وهي تكبّر وتحمد الله على ذلك وتقول: “هذا يوم عيدنا .. يوم فتح أقصانا”.
لكن الاحتلال الذي لم يعجبه ما حدث فجرًا، شن حملة اعتقالات طالت مصلين تواجدوا في ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم، وبعد تحويلهم لقسم شرطة الاحتلال في البلدة القديمة، سُلّموا أوامر إبعاد عن المسجد لمدة أسبوع، على أن يحضروا مجدّداً الأسبوع القادم لتجديد هذا القرار لعدة شهور.
