القدس المحتلة - قدس الإخبارية: كانت أصوات المُصلّين تملأ أرجاء المكان في أيام الجمع منذ أن تطأ أقدامهم شوارع القدس حتى الوصول إلى المسجد الأقصى.
منذ ساعات الصباح الأولى وحتى انتهاء صلاة التراويح، ينتشرون هنا وهناك، بين شوارع القدس وأزقة البلدة القديمة، يُحيون المدينة، يُنعشون الحياة التجارية فيها، يشترون الكعك والبرازق والألعاب وملابس الصلاة لأطفالهم الذين يزورون المدينة لأوّل مرة.
يزرعون فيهم حبّ عاصمتهم وأقصاهم، يصلّون معًا تحية المسجد الذي غابوا عنه طوال العام بسبب الاحتلال ومنعهم من زيارته، يستمعون للخطبة ويصلون الجمعة ثم يتجولون بين جنبات الأقصى ويلتقطون صورًا للذكرى.
فتيات يتجوّلن في أسواق القدس وبلدتها القديمة ليشترين قطعة تبقى ذكرى جميلة لهنّ ولصديقاتهنّ كلّما رأينها، فلا يعلمن متى يُمكن لهنّ أن يعدن إلى المدينة التي لا يسمح لهنّ الاحتلال بزيارتها بشكل مستمر.
كبار في السنّ يستذكرون أيام الشباب في القدس حينما كانوا يدخلونها يوميًا ويصلّون في المسجد الأقصى متى شاؤوا ذلك.
اليوم، في الجمعة الثانية من شهر رمضان، بدت القدس أكثر حزنًا فلم تزيّنها أحاديث الفلسطينيين من الأهل في الضفة والداخل والقطاع وضحكاتهم تملأ المكان بعدما سمعوا مواقف مُضحكة حصلت معهم على الحواجز الاحتلالية، وكيف دخل بعض الشبّان إلى المدينة عبر سلالم الجدار أو ثغرة في مكان ما تنفذ إلى القدس.
حتى أهل المدينة لا يستطعون الوصول إلى المسجد الأقصى المغلق منذ 39 يومًا كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا، لكنّ شوقهم إليه يدفعهم إلى الصلاة عند الأبواب.
هكذا بدت المدينة اليوم ..