غزة- قُدس الإخبارية: لم تفكر الشابة الفلسطينية، نيفين أبو سليم، طويلا في كيفية قضاء 14 يومًا من الحجر الصحي المنزلي، الذي أُلزمت به فور عودتها إلى قطاع غزة، من السعودية، عقب أدائها لمناسك العمرة هناك.
فقد قررت بعد مرور يومين على هذا الحجر، أن تكسر رتابة الأيام الـ12 المتبقية، وتستغلهم في تصميم رسوم كرتونية توعوية للأطفال؛ لتشجيعهم على الالتزام بإجراءات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.
الشابة التي تقطن في مدينة دير البلح، وسط القطاع، تعمل منذ نحو 8 سنوات في الرسم الفني، في مجال قصص الأطفال المرسومة.
أول رسمة أنهتها الفنانة أبو سليم داخل الحجر المنزلي الإلزامي، كانت لطفل يرتدي كمامة، في رسالة منها للأطفال بضرورة الأخذ بالوسائل الوقائية لمنع إصابتهم بكورونا.
وقالت لوكالة الأناضول: "في هذه دعوة للأطفال، وحتى إلى جميع الفئات، لارتداء الكمامات الطبية حال الخروج من المنازل، وكسر حاجز الخجل فيما يتعلق بذلك، وإن واجه انتقادات من آخرين".
وبيّنت أنها عندما كانت في السعودية كانت تلتزم بارتداء الكمامات والقفازات الطبية، واستعمال المعقّمات، وواجهت آنذاك، انتقادات من الناس أنها تعمل على تهويل الأمر.
واستكملت: "عايشت هذه الحالة، لكنني لم ألتفت إلى تلك الانتقادات حفاظا على صحتي، وهذه دعوتي للأطفال والفئات الأُخرى لأن يلتزموا بوسائل الوقاية؛ وهو ما أجسّده في رسوماتي".
وخصصت أبو سليم الجزء الأكبر من رسوماتها التوعوية للأطفال، كونهم الفئة التي قد تهمل الوسائل والإجراءات الوقائية عن غير قصد.
وفي رسومات أخرى جسدت الفنانة الفلسطينية شخصيات كرتونية توصي الأطفال بالامتناع عن مصافحة الآخرين، والتزامهم المنازل، وعدم الاختلاط، وضرورة استعمال المعقّمات وغسل الأيدي بالصابون لعدة مرات.
وأوضحت أنها استغلت أيضا هذه الشخصيات الكرتونية لتذكير الأطفال بضرورة الدعاء إلى الله كي يجنّبهم المرض.
وتستخدم أبو سليم الألوان الأكثر جذبا للأطفال في رسوماتها التوعوية، خاصة الفاتح والفاقع منها.
واحدة من لوحات أبو سليم، جسدت فيها معبر رفح البري على الحدود بين غزة ومصر، محاطا بالأسلاك الشائكة التي علقت بها مجسمات افتراضية لكورونا، في رسالة طمأنة لسكان القطاع أن الفيروس لن يتفشى بينهم؛ بفعل الإجراءات الوقائية المتخذة عند المعابر.
وقالت: "هذه الصورة تعني أن الفيروس يبقى محصورا ولا يتمكن من دخول غزة، بفعل إجراءات الحجر التي تُفرض على العائدين إلى القطاع، سواء من معبر رفح، أو بيت حانون (شمال)".
كما عبّرت في إحدى رسوماتها عن حال العالم، الذي تغيّر بعد ظهور الفيروس سريع الانتشار، وجسدّته على شكل كرة أرضية ترتدي كمامة طبية زرقاء اللون.
وعن تلك الرسمة، قالت أبو سليم: "هنا يتم الإشارة إلى الإجراءات الوقائية التي توحد وتوافق عليها سكان العالم، باختلاف دولهم وجنسياتهم، وهي ضرورة الوقاية من كورونا ومنع انتشاره".
فيما جسّدت في رسمة أُخرى، حال العالم الذي أنهكه الوباء واستنزف اقتصاده، فرسمت الكرة الأرضية وهي تظهر عليها علامات التعب وبالقرب منها فيروس كورونا يفتح فمه ضاحكا.
وتنشر الشابة الفلسطينية تلك الرسومات على صفحتها الشخصية في منصة "انستغرام"، حيث لاقت تفاعلا كبيرا من أصدقائها والزائرين لحسابها.
المصدر: الأناضول