شبكة قدس الإخبارية

كورونا والعالم الجديد

-1-1500x9999-c
الأسير وليم سامح الريماوي

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: بدايةً من الطبيعي أن تُصاب المخلوقات بالمرض، كونه إحدى سنن الحياة فلا توجد حياة دون أمراض، لكن يمكن احتوائها والسيطرة عليها من خلال اللقاحات، المصل والترياق، فلكل داء دواء يقاومه ويعالجه ويحول دون انتشاره أو الحد من انتشاره على النقيض مما نواجهه في وقتنا الحالي من انتشار المرض المُسمى بفيروس كورونا (كوفيد ١٩) ذلك المرض الذي استفحل خطره واستحال احتوائه والسيطرة عليه أو الحد من انتشاره، ذلك الانتشار السريع الذي فاق سرعة انتشار السرطان بالجسد فهو أشبه بانتشار النار في الهشيم.

وهنا وفي هذا المقام أستحضر ما قاله العالم النفساني أبراهام ماسلو :(أهم دوافع الإنسان هو دافع البقاء) بالتالي فان دافع البقاء سيجبرنا على أن نجد حلًا لهذا المرض الذي يجري استغلاله أيضًا بالألعاب السياسية التي تلعبها الدول مع بعضها البعض ولم يكن من المتوقع أن تفلت الأمور ولم يعد هناك قدرة للسيطرة عليه وينقلب السحر على الساحر.

إن انتشار هذا المرض ليمتد إلى جميع بقاع العالم استطاع أن يُبرهن ويُثبت للعالم أجمع المساواة بين العالم المُتقدم والعالم النامي، عالم الجنوب وعالم الشمال، هذا يعني أن فيروس الكورونا رسم معالم عالم جديد كونه أصبح المتحكم الوحيد باللعبة على كافة الأصعدة والمجالات.

فالعالم ما بعد الكورونا سيكون عالمًا مختلفًا عن ما قبل الكورونا، سيصبح عالمًا يتحكم فيه قوانين وضوابط وروابط جديدة لأن المتحكمين به سيكونون لاعبين جدد كما فيروس الكورونا اليوم هو المتحكم والمسيطر سيطرة كاملة على العالم أجمع.

لكن مع هذا كله، فالطبيعة علمتنا أن دوام الحال من المحال وأن الأمل موجود دائماً مع إشراقة شمس يوم جديد، فالصبر والعزيمة أفضل علاج لأية مشكلة مهما كانت صعبة، هذا ما برهنه وأثبته الشعب الفلسطيني بالتزامه وانضباطه وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والطريقة التي تعامل بها ضمن إمكانيات محدودة لتخطي جائحة فيروس الكورونا اللعين الذي عصف وهزم أعظم الدول، فإنه وبشهادة العالم أجمع تمّ الإشادة بجهود الشعب الفلسطيني شعب الجبارين، من القيادة والشعب والطاقم الطبي والأمني ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والتنظيمات الفلسطينية التي بدورنا نتقدم لهم بجلّ التحيات والتقدير لجهودهم التي نثمنها ونقدرها.

#كورونا