باريس – قدس الإخبارية: أعلنت مجموعة "سانوفي" الدوائية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أنها مستعدة لأن تقدم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات من "بلاكنيل"، الدواء المضاد للملاريا الذي تنتجه والذي برهن عن نتائج واعدة في معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، مشيرة إلى أن هذه الكمية كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.
وحتى اليوم بلغت إصابات فيروس كورونا عالميا حوالي 200 ألف، والوفيات حوالي ثمانية آلاف. أي أن الكمية التي عرضتها الشركة كافية لعلاج المرضى في جميع دول العالم، وهذا إذا افترضنا أن العقار فعلا ناجع.
وقال متحدث باسم سانوفي لوكالة فرانس برس إنه على ضوء النتائج المشجعة لدراسة أجريت على هذا الدواء فإن "سانوفي تتعهد وضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض"، مشددا في الوقت نفسه على أن المجموعة الدوائية مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية "لتأكيد هذه النتائج".
و"بلاكنيل" عقار مكون من جزيئات "هيدروكسي كلوروكين" ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.
وبحسب الدراسة التي أجراها البروفسور راؤول على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من 75% من أجسام هؤلاء بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي قالت في وقت سابق إن هذه التجربة السريرية "واعدة" وسيجري المزيد منها على عدد أكبر من المرضى.
وقالت ندياي في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء إن التجارب السريرية المقبلة "ستجري مع فريق مستقل عن البروفسور (ديدييه) راؤول"، مشددة في الوقت نفسه على أنه في هذه المرحلة "ليس لدينا أي دليل علمي" على أن هذا العلاج فعال.
وفي الواقع فإن العديد من الخبراء يدعون إلى توخي الحذر في غياب المزيد من الدراسات ويحذرون من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، لا سيما في حالات الجرعات الزائدة.
من جهته، قال وزير الصحة أوليفييه فيران خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف "لقد اطلعت على النتائج وأعطيت الإذن لكي تجري فرق أخرى، في أسرع وقت، تجربة أشمل على عدد أكبر من المرضى".
وإذ أعرب الوزير عن أمله في أن "تؤكد هذه التجارب الجديدة النتائج المثيرة للاهتمام" التي حصل عليها البروفسور راؤول، شدد على "الأهمية المطلقة لأن يكون أي قرار يتصل بسياسة عامة في مجال الصحة مبنيا على بيانات علمية موثوقا بها وعمليات تحقق لا لبس فيها".
ما عقار هيدروكسي كلوروكوين؟
ينتمي هيدروكسي كلوروكوين إلى فئة من الأدوية تسمى مضادات الملاريا، ويستخدم لمنع وعلاج نوبات الملاريا الحادة، كما أنه يستخدم لعلاج أمراض أخرى مثل الذئبة الحمامية والتهاب المفاصل الروماتويدي في المرضى الذين لم تتحسن أعراضهم مع العلاجات الأخرى.
يأتي هيدروكسي كلوروكين في صورة أقراص، ويؤخذ في جرعات مختلفة حسب الحالة والشخص، فمثلا للوقاية من الملاريا لدى البالغين، عادة ما يتم تناول قرصين مرة واحدة في الأسبوع في اليوم نفسه من كل أسبوع، وتؤخذ الجرعة الأولى قبل أسبوع إلى أسبوعين قبل السفر إلى منطقة تنتشر فيها الملاريا، ثم تستمر الجرعات لمدة ثمانية أسابيع.
كيف يعمل هذا العقار في الجسم؟
مع أن آلية العمل الدقيقة لعقار هيدروكسي كلوروكين غير واضحة تماما، ولكن يعتقد أنه يعمل كالتالي في الخلايا البشرية:
1- يتراكم هيدروكسي كلوروكوين في الليسوسومات في الخلايا البشرية. والليسوسوم هو عضية في الخلية تأخذ شكل فجوة أو فقاعة، ووظيفتها إزالة الفضلات، وهي تحتوي على أنزيمات هاضمة، وتقوم هذ العضية بالتهام وتحليل العضيات التي انتهى دورها في الخلية أوشاخت، وأيضا جزيئات الغذاء والفيروسات والبكتيريا.
2- عندما يتراكم هيدروكسي كلوروكوين فإنه يرفع الأس الهيدروجيني لفجوة الليسوسوم، أي أنه يقلل حامضيتها.
3- هذه العملية تقود إلى عمليات تؤدي إلى تقليل الاستجابة الالتهابية.
4- قد يقلل هيدروكسي كلوروكين أيضا من انطلاق السيتوكينات مثل إنترلوكين -1، وهذه المواد هي بروتينات تلعب دورا في الاستجابة المناعية وتفرز من خلايا الدم البيضاء وخلايا أخرى في الجسم.
كيف سيعمل عقار هيدروكسي كلوروكوين ضد فيروس كورونا؟
لم تذكر شركة سانوفي تفاصيل، لكننا نفترض أن عقار هيدروكسي كلوروكوين سوف يؤثر على الاستجابة المناعية، إذ أصبحنا نعرف وفقا للدراسات أن من طرق إضرار فيروس كورونا للجسم هو تسببه بعاصفة خلوية "سايتوكاين ستورم".
والعاصفة الخلوية هي استجابة مناعية خطيرة، وتحدث عند إنتاج الخلايا المناعية بشكل مفرط وتدخل إلى الرئتين، مما يقود إلى تدهور في الجسم يشبه تسمم الدم. يرافق هذا تراجع في القدرة على التنفس والتهاب رئوي، مما قد يقود في النهاية إلى الموت.
لذلك قد تكون آلية عمل عقار هيدروكسي كلوروكوين أنه عبر التأثير على جهاز المناعة فإنه يضعف أو يوقف العاصفة الخلوية فيمنع حدوث المضاعفات الخطيرة.
ما الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها هيدروكسي كلوروكوين؟
1- صداع
2- دوار
3- فقدان الشهية
4- غثيان
5- إسهال
6- آلام في المعدة
7- قيء
8- طفح جلدي
هناك مضاعفات أشد تتطلب الاتصال الفوري بالطبيب أو الطوارئ:
1- صعوبة في القراءة
2- حساسية للضوء
3- رؤية ضبابية
4- صعوبة في السمع
5- طنين في الأذنين
6- ضعف العضلات
7- نزيف أو كدمات في الجلد
8- ابيضاض أو فقدان الشعر
9- تغيرات عقلية أو مزاجية
10- عدم انتظام ضربات القلب
11- نعاس
12- تشنجات
المصدر: الجزيرة نت
