القدس المحتلة – قدس الإخبارية: كشف باحث في شؤون القدس، اليوم الإثنين، قيام جمعيات استيطانية إسرائيلية بإنشاء متحف توراتي بسلوان في القدس المحتلة.
وأفاد الباحث فخري أبو دياب في تفاصيل نشرها عبر صفحته في فيسبوك أن جمعيات استيطانية أقامت متحفاً "توراتياً" من ثلاثة طوابق بمساحة 1390 متر مربع في منطقة العين الفوقا بسلوان، التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية الشرقية.
وأضاف أبو دياب: "هذا المتحف يهدف الترويج للتاريخ اليهودي، ويخدم الرواية التلمودية على حساب الروايات التاريخية العربية الاسلامية والمسيحية والتاريخ الحقيقي لهذه المنطقة"، مشيراً إلى أن هذا المتحف شُيد في منطقة تمنع بلدية القدس وسلطة الآثار الاسرائيلية البناء فيها بدعوى أنها منطقة تاريخية تحوي آثار من حقب مختلفة لمدينة القدس، ولكنها ورغم ذلك لم تمنع الجمعيات الاستيطانية من إقامة هذا البناء.
وبحسب الباحث في شؤون القدس فإن المتحف سيُستخدم لترويج ولتسويق تاريخ مزور عن هذه المنطقة، ليخدم السياحة التلمودية الداخلية والخارجية لغسل أدمغة الزوار ولإثبات أحقيتهم التاريخية في القدس.
وأوضح أبو دياب أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية وأذرعها التهويدية أقدمت على نقل كمية كبيرة من الحجارة الضخمة والتاريخية من هذه المنطقة، لطمس معالمها ولتغييرها كي تحاكي اسطورة ورواية تناسب روايات تاريخية يهودية.
وأردف قائلاً: " المتحف التلمودي تقوم عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلية ضمن مخطط كبير لتغيير الطابع التاريخي لمدينة القدس هو عبث الآثار ذات الطابع التاريخي الانساني لإثبات حضارة مصطنعة، يدعون أنها كانت قبل ثلاث آلاف عام، دون سند تاريخي أو علمي".
وواصل قائلاً: "السلطات الاسرائيلية تحاول إسقاط رواياتها على التاريخ والآثار لأغراض سياسية حيث تقوم بمعالجة الحجارة والاثار لتحاكي تاريخ مزور يريده الاحتلال، للإيحاء بانها يهودية الاصل ومن حقبة وزمن الهيكل، للدلالة على وجود الهيكل المزعوم ولغرس هذه الأفكار في عقول الزوار، وللترويج بأن هذه الحجارة مأخوذة من الهيكل أو بقاياه".
واعتبر الباحث في شؤون القدس أن هذا العبث بالتاريخ والحضارة الانسانية وتزوير المواقع ذات الطابع وتحطيم الارث الحضاري، تترتب عليه مسؤولية جنائية، ويندرج تحت جرائم الحرب ضد الانسانية والتاريخ حيث أن هذه الآثار التاريخية محمية وفقا للاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية جينيف لعام 1907.
وأشار إلى أن اليونيسكو (منظمة الثقافة والعلوم التابعة لهيئة الأمم المتحدة) اعتبرت أن القدس إرث حضاري وانساني محمي لا يجوز العبث به، ولكن السلطات الإسرائيلية كثفت في العقد الأخير من تهويد المدينة وتغيير معالمها وعبرنتها وفرض وقائع مغايرة لهويتها الحقيقية تحت مشروع تهويدي ضخم يسمى (أورشليم حسب الوصف التوراتي).
ووفقاً للباحث في شؤون القدس فقد حفرت سلطات الاحتلال من خلال هذا المشروع عشرات الأنفاق والحفريات، منها 6 أنفاق من مجمع عين سلوان التاريخي ووادي حلوة باتجاه البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وقامت بإنشاء ثلاثة متاحف توراتية لترويج الروايات التاريخية اليهودية.
ومن بين المشاريع التي تعمل سلطات الاحتلال على إنشاءها حدائق ومسارات توراتية وتلمودية وقبور وهمية، وتعمل على إقامة مشاريع تهويدية أخرى، منها القطار الهوائي الذي سيغير الوجه الحضاري للبلدة القديمة ويحجب الرؤيا عن المسجد الأقصى ومشروع "كيدم " في منطقة وادي حلوة وباب المغاربة لتغيير المشهد التاريخي وطمس معالم المدينة العربية الاسلامية والمسيحية ولإلغاء كل أثر أو تاريخ أو معلم غير يهودي فيها.