فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 400 انتهاكًا في القدس المحتلة، خلال الشهر الماضي، وسط تسارع في محاولات إنهاء الوجود الفلسطيني وتغيير طابع المدينة وهويتها عبر إغلاق المؤسسات ومصادرة الأراضي وتهجير السكان.
ووثق تقرير للمرصد (25) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من الاحتلال في أحياء مدينة القدس المحتلة، أسفرت عن استشهاد الشاب فارس أبو ناب (23 عامًا) في استخدام مفرط للقوة من شرطة الاحتلال دون وجود أي خطر أو تهديد على حياة أفرد الشرطة، كما أصيب (17) فلسطينيًا منهم امرأتان بأعيرة مطاطية وقنابل غاز، فضلًا عن إصابة العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وتعرض (14) فلسطينيًا للضرب والتعنيف من قوات الاحتلال.
ورصد الأورومتوسطي، إغلاق الاحتلال (4) مؤسسات فلسطينية من ضمنها مؤسسة إعلامية يتخذ منها تلفزيون فلسطين الرسمي مقرًا له، في مؤشر على مضي الاحتلال في سياسة إنهاء وجود وعمل المؤسسات الفلسطينية الرسمية، وتقييد عمل الشخصيات الفلسطينية الرسمية في المدينة، ومنع أي مظاهر سيادة فلسطينية ولو بالحد الأدنى تكريسًا لسعي "السلطات الإسرائيلية" فرض سيادتها على المدينة.
كما وثق التقرير، تنفيذ الاحتلال (103) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس، تخللها اعتقال (78) فلسطينيًا منهم (12) طفلًا، وامرأة، ووزير القدس، ومحافظها، ومدير مديرية التربية والتعليم، ووثق استدعاء (11) شخصًا، وفرض الحبس المنزلي على (8) على الأقل، منهم أطفال وفرض عليهم غرامات مالية.
وفيما يتعلق بجرائم الهدم، رصد التقرير (20) حالة هدم وتوزيع إخطارات لمنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس المحتلة، ترتب عليها هدم (9) منازل ومساكن، أحدها أجبر مالكه على هدمه ذاتيًا، لتجنب دفع غرامات باهظة الثمن، ما أدى لتشريد عشرات المواطنين، و(6) حظائر وبركسات، إلى جانب إخطار (10) منشآت بالهدم.
وقال المرصد إنّ عمليات الهدم التي تنفذها قوات الجيش تأتي جزءًا من سياسة ممنهجة؛ لتهجير الفلسطينيين قسرًا، بهدف تغيير الطابع الديمغرافي في المدينة؛ وترقى مثل هذه الأعمال إلى جريمة حرب.
ووثق التقرير (4) أوامر مصادرة أصدرتها قوات الاحتلال استولت بموجبها على (790) دونمًا من أراضي القدس، لأغراض متعلقة بالجدار الفاصل والطرق الاستيطانية، وجاءت ضمن حملة مصادرة واسعة في الضفة طالت 6850 دونمًا.
ورصد التقرير قرارين إسرائيليين، يتعلقان بالمصادقة على خطة القطار الهوائي في القدس، وإقامة 11 ألف وحدة سكنية ضمن حي استيطاني جديد على أراضي مطار قلنديا المهجور لتوسيع مستوطنة "عطروت" شمال القدس، كما رصد مشروع قانون إسرائيلي لحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في القدس.
وسجّل المرصد كذلك (8) اعتداءات مباشرة للمستوطنين في أرجاء القدس خلال شهر نوفمبر، شملت إعطاب إطارات سيارات، وكتابة شعارات عنصرية ضمن نشاط استراتيجي تسمح به إسرائيل، ويقوم على أسس عنصرية تمييزية، ويهدف على المدى البعيد لتهجير الفلسطينيين وسلب منازلهم وأراضيهم لصالح المشاريع الاستيطانية.
وخلال هذا الشهر نفذ المستوطنون اقتحامات للمسجد الأقصى على مدار 20 يومًا، وبلغ عدد المقتحمين (2009) مستوطنين، عدا عن مشاركة آلاف آخرين من المستوطنين في الاقتحامات تحت بند السياح الأجانب، بتنسيق كامل مع السلطات الإسرائيلية.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأورومتوسطي أنس جرجاوي إنّ موقف الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينيّة شجّع "السلطات الإسرائيلية" على ارتكاب مزيد من الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد القرار الأمريكي الأخير اعتبار الاستيطان في الضفة الغربية شرعي ولا يخالف القانون الدولي.