شبكة قدس الإخبارية

اسمعووونا يا وزراء..حسوا فينا يا حكومات!

٢١٣

 

محسن الإفرنجي

حكومة فلسطينية جديدة في رام الله برئاسة د.رامي الحمد الله...عادي وما الجديد؟، تعديل وزاري في حكومة هنية...عادي جدا وما النتيجة؟، تعيين وزير جديد للثقافة للرياضة للفنون للجنون كله أمر عادي جدا بالنسبة للمواطن الفلسطيني الذي أصيب بحالة تبلد وعدم تفاعل مع الأخبار المتواردة عن التعديلات والتغييرات الحكومية في الضفة وغزة.

لو سألت الفلسطينيين عن اسم رئيس الوزراء الجديد في الضفة لما عرف!! لو سألت مواطنا غزيا عن آخر وزير تم تعيينه في حكومة غزة (أقصد وزير العمل والشئون الاجتماعية السيد محمد الرقب) لما عرفه إلا القليل!!! لو سألت أحدا عن أسماء وزراء في الحكومتين وعدد الوزراء الحاليين، وعدد الوزراء الذين يحملون حقيبتين أو أكثر لما عرفوا...والجواب في معظم الأحوال: لا يعنيني كثيرا المهم يحسنوا لنا الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية ولا تعنينا شخوصهم.

ليس غريبا على الفلسطينيين في اي دولة ألا يحفظوا أسماء وزرائهم ويعرفوا عدد الوزارات بل عدد الحكومات التي تعاقبت عليهم، لكن الأغرب والأخطر التعاطي السلبي مع تلك التعديلات والتغييرات.

ويدرك الفلسطينيون أن كل تعديل وتغيير وزاري في الضفة أو غزة سيكون مصحوبا بعواصف رعدية من التصريحات النارية والاتهامات المتبادلة والتراشق الإعلامي الذي يمكن أن يصيب متابعيه بجلطة أو سكتة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم أو "سدة نفس" أو على العكس.

ما يحدث جد خطير..في كثير من الاحيان عندما نكتب نلوم الشارع والناس بأنهم لا يشاركون في الفعاليات التضامنية مثلا مع الاسرى أو القدس وغيرها...ولكن الذي يتفحص الأمر جيدا يجد السبب ويعرف الإجابة.

الناس ليس لديها كثير ثقة في الحكومات والوزارات والوزراء..الناس بحاجة إلى من يسمعها على الأقل ويناقش همومها بكل جدية، الناس ملت الوعودات الوهمية والتوصيات المزخرفة والتصريحات المزركشة والنداءات المتكررة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

أيها الوزراء والمسئولون...فرغوا أنفسكم قليلا للاستماع الى أبناء شعبكم بكل مصداقية وبعيدا عن وسائل الإعلام حتى يكون عملكم خالصا لوجه الله تعالى، عيشوا معهم واقعهم، ولا تجعلوا المنصب يباعد بينكم وبينهم، اجسروا الفجوة القائمة، وتذكروا أنكم منهم وإليهم ولولا هم لما وصلتم وكنتم في هذا المكان.

اسألوا أنفسكم بكل صدق: كم مرة التقيتم الفلسطينيين لتسمعوا منهم وتتعرفوا على مشكلاتهم وطموحهم ومعاناتهم؟ متى آخر مرة التقيتم تجمعا للمواطنين على ألا يكون تجمعا محسوبا على التنظيم أو المقربين؟ كم مرة بادرتم إلى الميدان لتسمعوا تفاصيل الحياة وتشاهدوا الأمور على طبيعتها بدون تجميل؟

اجعلوا لكل واحد منكم بصمة خير يذكركم بها الناس والتاريخ عندما تمضون وتودعون مكانكم.

أسأل الله أن يعينكم على أداء مسئولياتكم وييسر لكم سبل التوفيق والسداد ما اتقيتم الله فينا، وأن يخلصنا من شرور من ظلم وتكبر وتجبر منكم.

وأرجو ألا ينطبق بيت الشعر الأصيل هذا على وزرائنا وحكومتينا:

لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

وكلي ثقة بأن هناك من يستمعون القول وأرجو أن يتبعون أحسنه ويقدمون أفضل ما لديهم لأبناء شعبهم، وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين).