رام الله - قدس الإخبارية: أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن هناك تكامل في الأدوار بين الأجهزة المختلفة القضائية والأمنية والطبية للاحتلال الإسرائيلي لتعذيب الأسرى الفلسطينيين.
وأوضح المركز في بيان له بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف يوم الأربعاء، أن الاحتلال يمارس التعذيب في سجونه كسياسة ممنهجة ومدروسة وبضوء أخضر من أعلى الهرم السياسي وليس سلوكًا فرديًا كما يوحى الاحتلال.
وقال الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر إن الاحتلال يستخدم العشرات من أساليب التحقيق والتعذيب، الجسدي والنفسي، ما أدى لاستشهاد (72) أسيرًا في سجون الاحتلال، من أصل (219) هم شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967.
واضاف أنه نادرًا ما لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب، وغالبًا يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ومراكز التوقيف المختلفة، وخاصة في الأيام الاولى للاعتقال.
وأوضح أن الاحتلال يحاول إخفاء ما يجرى في غرف التحقيق من تعذيب وتنكيل بالأسرى عبر السعي لسن قانون ثابت ودائم يسمح بإعفاء المحققين من توثيق التحقيقات الأمنية التي تجريها سواء توثيقًا صوتيًا أو بالصورة خاصة تلك التي يجريها جهاز “الشاباك” بعد أن كان هذا القانون يستخدم بشكل مؤقت ويتم تجديده كل 3 سنوات.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تشرع التعذيب المحرم دوليًا ضد الأسرى الفلسطينيين باسم القانون، حيث تسمح الجهات القضائية لمحققي "الشاباك" بممارسه التعذيب، دون احترام لآدمية الإنسان ووفرت لهم غطاءً من المحاكم، حتى لا تتم ملاحقتهم قضائيًا في حال رفعت دعاوى ضدهم أمام تلك المحاكم، مما يعتبر دعوة صريحة للتمادي في استخدام أساليب التعذيب.
وكشف أن التعذيب لم يقتصر على المحققين، بل امتد ليشمل الأطباء، الذين يشاركون بشكل واضح في تعذيب الأسرى، وهذا ما كشفته العديد من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، وذلك من خلال حرمان الأسرى من العلاج لإجبارهم على الاعتراف.
وبين أن الاحتلال تعمد تجاهل الأمراض التي يعاني منها الأسرى حين الكشف الأولى فور وصولهم إلى السجون، ويكتبون تقريرًا مزورًا بأن الأسير بصحة جيدة ولا يعاني من أي مرض، وهذا يشكل تصريحًا طبيًا بمواصلة تعذيبه.
وذكر أن آثار التعذيب لا تقتصر على فترة التحقيق والاعتقال فقط، بل تمتد لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن على نفوسهم بعد تحررهم من الأسر وخاصة الاطفال منهم، والأمراض التي لازمتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
ودعا مركز أسرى فلسطين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن جرائم الاحتلال بحق الأسرى ومحاسبته عليها، والوقوف على كافة أشكال التعذيب التي يتعرضون لها.