شبكة قدس الإخبارية

رياضة سياسية

إياد أبو زنيط

ككل صباح أتوجه عادة إلى مدينة نابلس للدراسة أو العمل، وحال الصعود في التاكسي العمومي وبعد قيام السائق بتذكير الركاب بضرورة ربط الحزام خوفاً من المخالفة المرورية وليس حفاظاً على السلامة العامة لأنها من باب (إلي كاتبه ربك بيصير)، يبدأ بالبحث عن محطة إذاعية تتيح للركاب تغيير المزاج أو الاطلاع على الأخبار الصباحية على طريقة (الشعوب المسعدة).

استقربت الموجة قبل أيام على برنامج المجلة المنوعة بصوت مقدمته المميزة، ونبرتها الحوارية الجريئة، التي أرغب بسماعها يومياً، وإذا الحديث المتبادل بين المقدمة وضيفتها حول أنواع جديدة من الرياضة، استطاعت الضيفة إدخالها إلينا بافتتاحها نادٍ رياضي يقدمها للجمهور، ولا ضير طبعاً، ولكنني أرى أننا من أكثر شعوب العالم ممارسة للرياضة وباستطاعتنا تصدير أنواع كثيرة منها للعالم، حالنا حال الرياضة التي أتت بها ضيفتنا، فنحن نمارس رياضات متعددة لعل أهمها:

1- القفز عن الحواجز: وهي عبارة عن رياضة صباحية مفاجئة، يمارسها المواطن الفلسطيني مجبراً، وتتكون من شوط مفتوح المدة، ولا يشترط فيها عمر أو جنس معين، وكل خطوة تسلل فيها تزيد من من نسبة اقتراب الرياضي نحو الهدف، وهي من الرياضات النادرة في العالم، وتقدم مجاناً برعاية الاحتلال الإسرائيلي.

2 - الجري المفتوح: رياضة نوعية هدفها التسابق نحو وظيفة معينة، غالباً ما يمارسها طلبة الجامعات وخريجيها، وتضم العديد من الطرق والمسارات الملتوية، حيث بإمكان كل رياضي سلوك الطريق المناسب، تزيد هذه الرياضة من قدرة المواطن على التلاؤم والتكيف مع الظروف الصعبة، وتعمق الشعور لديه بضرورة التفكير بالسفر، والحَكم فيها حجم الواسطة.

3- الملاكمة: رياضة جديدة على الساحة الفلسطينية، يمارسها الأشقاء الفلسطينيون، وتتكون من فريقين كبيرين بلونيها الأصفر والأخضر، وتلاقي شعبية واسعة عالمياً من قبل أنصار كل فريق، وقد حققت هذه الرياضة رقماً قياسيا بطول جولاتها، ومورست في حلبات متعددة أهمها القاهرة، ومازالت نتيجتها التعادل حتى الآن.

4- فكر واربح: رياضة فكرية بالدرجة الأولى، تُشرف على إعدادها الحكومة الفلسطينية، الهدف منها جعل المواطن الفلسطيني قادراً على (حك دماغه) واستعمال عقله بشكل أفضل، من خلال محاولة حله لمعادلات رياضية متعلقة بارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، وإلى الآن لم يفلح أي من المواطنين بحل أي معادلة نظراً لدرجة التعقيد و(التلبيد) الذي تتمتع به المعادلات الحكومية.

5- الرياضيات المحوسبة: نوع من الرياضة يجريها المواطن الفلسطيني بداية كل شهر بمشاركة زوجته، لترتيب مجريات سير اللعب الشهري للأسرة ومصروفاتها، وتحتاج إلى برامج حسابية متطورة، ولا ينصح بممارسة هذا النوع من الرياضة لخطورتها الكبيرة على القلب.

هذا بالإضافة إلى الرياضات الليلية الأخرى التي يمارسها المواطن الفلسطيني، إلاّ أنّ الأنواع السابقة الذكر تفتقد إلى الروح الرياضية وهذا ما يزيد من عدم تمكننا من تحقيق بطولات فيها، لا بد لنا أن نستورد الروح الرياضية التي أصبحت شبه غائبة بيننا.