انتشر قبل عدة أيام وسم #باب_الرحمة_إلنا، والذي أطلقه ناشطون شباب بالتعاون مع المرابطات المقدسيات هنادي حلواني وخديجة خويص، عبر موقع "فيسبوك" والذي جاء بعد قيام المعتكفين في الأقصى خلال شهر رمضان من تنظيف المنطقة الشرقية "تل الرحمة" للأقصى، بعد مضي قرابة العشرين عاماً على تركها والحيلولة دون القدرة على إخراج الحجارة والتراب الذي تراكم نتيجة عملية ترميم المصلى المرواني، الذي أعادت تأهيله مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس، وفتحه للصلاة في نوفمبر 1996.
لكن سرعان ما ارتفعت أصوات الصهاينة من "مجموعات الهيكل"، وطالبوا بتسريع عملية السيطرة على الأقصى، الأمر الذي دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذ إجراءات سريعة، تمثلت في اقتلاع الأشجار وهدم السلاسل التي تم ترميمها من قبل المعتكفين.
لم تتوقف الهجمات على الأقصى من قبل الاحتلال بل ومن قبل المؤتمنين عليه، فقبل يومين انتشر فيديو لمدير الأوقاف الأردنية عزام الخطيب، يصرخ خلاله على المرابطات المقدسيات أثناء تواجدهن في ساحات الأقصى في حلقات تحفيظ القرآن، إلى جانبهن مجموعة من المستوطنين الذين اقتحموا الساحات بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويأمرهن بترك المكان للمستوطنين والابتعاد عنه بأقصى سرعة، فيما بعدها عاودت المرابطات والمصليات، القول إن الحدث كان لإبعادهن عن المكان بهدف "حمايتهن".
من جهة أخرى ألقى كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل أصابع، الاتهام نحو محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة بمحاولته في شراء بيوت مقدسية قريبة من المسجد الأقصى وبيعها للمستوطنين من خلال رجل أعمال إمارتي مقرب من محمد بن زايد محسوب هذا الأخير على جهة المفصول دحلان، حاول تقديم عرض مغري لأحد سكان البلدة القديمة في القدس، حيث قدم له عرض شراء البيت بمبلغ وصل إلى عشرين مليون ألف شيكل.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها ففي حرب غزة عام 2014م اجتمعت شخصيات أمريكية مع رجال أعمال مستوطنين صهاينة في أحد الفنادق المقدسية، وتم خلالها تسليم بيوت قد تمت شرائها في "سلوان وواد حلوة" بواسطة سماسرة عرب، خدعوا أصحاب المنازل بادعائهم أن هذه البيوت تقوم الإمارات بشرائها من أجل إعادة ترميمها.
لم تنته أعمال المستوطنين والمتآمرين العرب عند هذا الحد فبعد تنظيف منطقة "تل الرحمة" واحتجاج جماعة الهيكل على ذلك قام أحد المتطرفين من جماعة الهيكل بخطوة سابقة لمثيلاتها كرد على ما قام به المعتكفون حيث عقد قرآنه داخل باحات الأقصى المبارك والذي يعد عمل استفزازي للمقدسيين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام.
وصرح المتطرف الذي عقد قرآنه داخل باحات الأقصى على القناة العبرية خلال مقابلة معه أن هذا العمل الذي قام به هو من حقه وأن مشاعر المقدسيين على وجه الخصوص ستتحرك قليلاً ثم تهدأ، وضرب مثالاً على ذلك بقرار ترمب الأخير بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
جميع هذه الأحداث وما سبقه من إعلان ترمب عن نقل السفارة وحديثه عن صفقة القرن ومصادرة خمسة دونمات من مقبرة الرحمة تمهيداُ للسيطرة على الجهة الشرقية من الأقصى وبناء المخططات الاستيطانية من مؤسسات ومطلات تشرف على جبل الزيتون كما صرح مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة المقابر الإسلامية خلال مقابلة له على قناة الغد دفعت المقدسيين والشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك إلى إطلاق وسم #باب_الرحمة_النا بهدف لفت وسائل الإعلام لما يحصل في القدس.
ولكن تبقى الأيام المقبلة هي معقل الآمال للمقدسيين، فما هي إلا مسألة وقت كما يقولون.