استشهاد أحمد نصر جرار يعني أن الاحتلال فتح حسابا جديدا سيدفعه أبا عن جد لأصحاب الأرض والقضية، مخطئ من قال أن الحساب تم إغلاقه، هذا الحساب مفتوح حتى يتم دحر الاحتلال عن أرض فلسطين كل فلسطين.
ستظل فلسطين تنجب أبطالا يقفون لكم بالمرصاد، يسألونكم دوما عن فواتير قتلنا وسرقة أرضنا وتشريدنا وانتهاك حرمة مقدساتنا وهدم بيوتنا وتجويعنا ويدفعونكم الثمن غاليا غاليا تماما كما فعل أحمد النصر وأكثر.
أحمد الذي لم يرحل قبل أن يغيّر معادلتكم الأمنية، ويُغيْر على كل المُرجفين الذين يعتقدون أن البقاء للأقوى مبرهنا لهم أن البقاء والخلود في هذه الأرض للحق وأصحاب الحق.
رحل أحمد بوجه كالبدر مشرق على عتمات جراحنا.. مشرق على حرقة قلوبنا ولوعاتنا تحت وطأة ظلمكم وعربدتكم، لكن لم يرحل من خلفه الشعب الفلسطيني الذي حماه أعزلا من كل سلاح إلا سلاح حب المقاومة.. رحل أحمد تاركا ضجة كبيرة في أرواحنا تقول لنا هذا هو الطريق.. هذا هو الطريق.
واهمون واهمون، من ظنوا أن الحساب أُغلق أو يمنون نفسهم بذلك.. إذ أن عمليات المقاومة المستمرة منذ وطأت أقدام العصابات الصهيونية هذه الأرض لهي أكبر دليل على أن الحساب لم يغلق بعد، هذا الشعب الذي اعتاد ان ينفض غبار ظلمكم عنه ويقول لكم أمام عدسات الكاميرات "يا إحنا يا إنتو بهالبلاد" لا يمكن أن تغلقوا معه الحساب بهذه السهولة، ولا يهزم باستشهاد أحد أبطاله.
أحمد لم يرحل قبل أن ترى عيناه كيف انتقل فعله المقاوم وتمدد من نابلس لجنين لسلفيت لحيفا ولكل فلسطين.. أحمد أرغم الاحتلال على دفع الحساب القديم وفتح معه حسابا آخر، حسابا سنذكر أنفسنا وأطفالنا به ولن ننساه أبدا.
لتظل يد المقاومة هي الطولى فوق ظلمكم وعربدتكم... لتظل يد المقاومة في حماية الله أولا، وحماية شعب فداها بالروح والمال، وليظل الاحتلال خائفا من دفع الثمن وخائفا أكثر من حقيقة ساطعة كالشمس ستحرق وجوههم يوما ما.