أطلق شباب فلسطينيون من النقب صفحة على موقع "الفيسبوك" بعنوان "إيدك بايدي بنوقف برافر" بهدف تسليط الضوء على تأثير المخططات الإسرائيلية الاستيطانية على مستقبلهم والتي ستؤدي في حال طبقت إلى تهجير أكثر من 40 قرية بدوية.
وكانت لجنة وزارية إسرائيلية قد صادقت الأسبوع الماضي على مخطط برافر- بيجن القاضي بتهجير بدو النقب من 40 قرية يعيشون فيها وتركيزهم في منطقة تسمى "منطقة السياج" وبناء تجمعات سكانية لهم، بينما تذهب أراضيهم لصالح المستوطنات والطرق وسكك الحديد. وبعد هذه المصادقة يتم تحويل المخطط إلى الكنيست الإسرائيلية للتصويت عليه وتحويله إلى مشروع قانون.
هذا المخطط الذي يصادر أراضي النقب من أصحابها الأصليين ويضعها في يد حكومة الاحتلال أثار غضب جيل الشباب الذي سئم من سماع الأخبار عن هذه المخططات، وبدأ شيئاً فشيئاً يراها تتطبق في الواقع لتمس حياته ومعيشته اليومية وتنذره بمستقبل تعيس.
القائمون على صفحة "إيدك بايدي بنوقف برافر" عرفوا عن أنفسهم بالقول: "نحن شباب وصبايا من النقب محروقة قلوبنا من برافر ومنكد عيشتنا قررنا ما نستنا حدا ونبدا نسوي شي".
أحد الشباب "المحروقة قلوبهم" على النقب والذي يسكن قرية مهددة بالتهجير وفق مخطط برافر- بيجن، والنشطاء في هذه الحملة قال في حديث مع شبكة "قدس": "نسعى من خلال هذه الصفحة إلى دفع الناس للحديث عن تأثير المخطط عليهم من منطلق شخصي، نعرف أن الناس سئمت من الخطابات السياسية، لذلك نريدهم أن يعبروا عن قلقهم من هذا المخطط بلغة الناس، اللغة التي تخاطبهم جميعاً بعيداً عن الشعارات التي يرددها المسؤولون".
ولذلك طلب شباب النقب من أهاليهم تصوير أنفسهم مع لافتات يكتبون عليها سبب رفضهم لمخطط برافر- بيجن لإنشاء نوع من العلاقة الشخصية تربط كل فرد بالأحداث السياسية المتلاحقة. وفي "حدث" (Event) متجدد على الفيسبوك يقولون " دورلك على كرتونة أو ورقة واكتب عليها ليش لازم نوقف برافر، يا ريت كل واحد/ة منا يشاركنا ليش برافر مظايق عليه ومنكد عيشته وليش لازم نوقفه؟". وقد تلقت الصفحة عددا من المشاركات من مختلف القرى والبلدات الفلسطينية في الداخل.
وإضافة إلى هذا النشاط، يخطط مطلقو الصفحة إلى إقامة فعاليات متنوعة في قرى بدوية مختلفة في ذكرى النكبة 15-5، لتوعية الأجيال الجديدة بالتاريخ الفلسطيني، وربط مخطط برافر- بيجن وسياساته التهجيرية الاستيطانية بما حدث لأهالي النقب وفلسطين عامة قبل 65 عاماً.
ويلفت الشاب الناشط في الحملة الانتباه إلى صعوبة قيادة عمل جماهيري في النقب، خاصة في ظل سياسات التهميش المستمرة التي عانى منها أهل النقب، ومحاولة السلطات الإسرائيلية عزلهم عن محيطهم الفلسطيني. ولكن على الرغم من هذه الصعوبة، يرى انهم سينجحون في الوصول إلى شريحة واسعة من الشباب في محاولة لتخفيف ما أسماه "الحواجز والموانع التي تمنع مشاركة هؤلاء في النشاطات السياسية والجماهيرية المناهضة لمخططات الاحتلال".
ويأمل الناشط في الحملة أن تحرك هذه الخطوات البسيطة المبدئية في تحريك المياه الراكدة وتحفيز حركة الاحتجاج ضد المخطط.