شبكة قدس الإخبارية

أبو هنود... مقاوم تعاقبت حكومات الاحتلال على محاولات اغتياله

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: في مثل هذا اليوم وقبل 16 عاما بالتحديد كانت فلسطين على موعد مع مصاب جلل أصاب أحد أركان شأفتها العصية على الانتهاء، وأسدل الستار على حقبة وصفتها أجهزة الاحتلال الأمنية بـ"الفشل المتراكم" نظرا للعديد من محاولات التصفية الفاشلة التي رتبتها تلك الأجهزة لأبي هنود وكان في كل مرة يخرج أقوى من التي سبقتها.

لم تكن عديد المرات التي نجا فيها أبو هنود من محاولات الاغتيال محض قدر، إنما كانت ناتجة عن فكر متفتح وحدس لا يخيب وقوة بدنية كان أبو هنود يتمتع بها بعد رعاية الله له.

نشأته ومطاردته:

ولد أبو هنود في قرية عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس في غرة الشهر السابع من العام 1967، تلقى تعليمه الثانوي في مدارس قريته ثم التحق بكلية الدعوة وأصول الدين قسم الشريعة الإسلامية في جامعة القدس ببلدة أبو ديس في القدس المحتلة عام 1991، لم يتزوج أبو هنود حتى استشهاده، نظرا لانشغاله المستمر بالجهاد وبحثه الدؤوب عن الشهادة في سبيل الله.

ومع اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م، سارع أبو هنود وكغيره من الشباب الفلسطيني الثائر للمشاركة في فعالياتها، فأصيب في العام 1988م بجراح خطيرة جراء إصابته بعيار ناري خلال المواجهات مع جنود الاحتلال، وتم اعتقاله لاحقاً لعدة شهور في معتقل مجدو.

وبعد إطلاق سراحه أصبح أبو هنود عضواً ناشطاً في حركة "حماس" في منطقة نابلس، وفي شهر كانون أول عام 1992م كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية أبعد إلى مرج الزهور برفقة 400 عضو من حركة حماس والجهاد الإسلامي.

لم تثني عملية الإبعاد أبا الهنود، فواصل نشاطه في صفوف الحركة الإسلامية، بل انخرط بعدها في النشاط العسكري، وأصبح أحد أعضاء الجهاز العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام البارزين بعد استشهاد القائد القسامي محي الدين الشريف المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء.

وزادت أهمية المطارد أبو الهنود في عام 1996م عندما اعتقل إلى جانب نشطاء حركة حماس في حملة شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية في ذلك الوقت إلا أن أبا الهنود أُطلق سراحه وقيل إنه فر من السجن في شهر أيار من العام ذاته.

واتهم الاحتلال الشهيد محمود أبو الهنود بالوقوف وراء تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997م، وتبين أن معظمهم خرج من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس.

محاولات الاغتيال

وضع الاحتلال القائد أبو هنود على رأس قائمة المطلوبين لديه، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 26-8-2000، ولكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعد أن أجهز على أكثر من ثلاثة من جنود الوحدات الخاصة الإسرائيلية "دوفدوفان"، وأصاب العديد منهم بجراح مختلفة، مما ساهم في زيادة الحنق الإسرائيلي عليه، وجعل من وحدات جيش الاحتلال المختارة أضحوكة وسائل الإعلام المختلفة.

في تلك الفترة زادت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من مراقبتها لأبي هنود وشنت حملت اعتقالات طالت كل من يحاول الاتصال به حتى أفراد عائلته، وخلال ذلك تمكن أبو هنود من الوصول لمدينة نابلس، واعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية وحكمت عليه بالسجن لمدة 12 عاماً، لمقاومته الاحتلال.

وكانت المحاولة الثانية لاغتياله بتاريخ 20-5-2001م، بعدما قصفت الطائرات الحربية من نوع "F16" الإسرائيلة لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تحتجز السلطة المجاهد "محمود أبو هنود"، وللمرة الثانية ينجو أبو هنود، ويخرج حياً من تحت الأنقاض، وهو لا يزال يمسك بيديه مصحفاً كان يقرأ فيه القرآن لحظة القصف.

استمرت قوات الاحتلال ومن خلال حكوماتها المتعاقبة في بذل الجهود من أجل الوصول للقائد أبو هنود وتصفيته لمدة 7 سنوات كاملة إلى أن استهدفته قوات الاحتال أثناء انتقاله من مخبأ إلى آخر في منطقة نابلس.

فقد قرر أبو هنود تغيير مخبأه فطلب من مرافقه أيمن حشايكة، ان ينقله من مخبأه إلى مكان آخر، بعد إفطار شهر رمضان، وقد استقلا معاً سيارة نقل عمومي تعود لمأمون شقيق أيمن، وقد تخفى محمود في زي فلاح أثناء انتقاله، حيث ارتدى قنبازاً وحطة وعقالاً.

ولدى خروج السيارة التي قادها مأمون من قرية ياصيد (12 كيلو متر) شمال نابلس، واتجهت صوب منطقة الفارعة وطوباس، وعند حوالي السابعة مساء، لاحقتها مروحية "اباتشي"، وأطلقت عليها عدة صواريخ، مما أدى لاستشهاد القائد القسامي محمود أبو الهنود "35"عاماً، بالإضافة إلى الشقيقين أيمن، "35" عاماً، ومأمون، 28 عاماً.

عملياته المسؤول عنها

ومن بين العمليات التي تعود المسؤولية عن تنفيذها إلى خلية أبو هنود:

• تشرين ثاني 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة أحد حاخامات الاحتلال قرب مستعمرة "كوخاف يعقوب" مما أدى لإصابة الحاخام بجروح.

• كانون الأول 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة عسكرية إسرائيلية قرب وادي الباذان "شرق نابلس" من دون وقوع إصابات.

• أيار 1996: إطلاق نار على حافلة مستوطنين في مستوطنة "بيت ايل" مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة 3 آخرين بجروح.

• أيار 1996: إطلاق نار على سيارة عسكرية لقوات الاحتلال في جبل "عيبال "قرب نابلس مما أدى إلى إصابة ضابط بجيش الاحتلال بجروح طفيفة.

• أيار 1997: إطلاق نار على سيارة للمستوطنين قرب مستوطنة "الون موريه " قرب نابلس، من دون وقوع إصابات.

• تموز 1997: تفجير عبوة ناسفة "جانبية" ضد دورية تابعة لقوات الاحتلال على الطريق المؤدي لـ "مسجد النبي يوسف " في مدينة نابلس، أسفرت عن إصابة جنديين بجروح.

• تموز 1997: عملية تفجير استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية أسفرت عن مقتل 16 مستوطنا، واصابة 169آخرين بجروح مختلفة.

• أيلول 1997: تنفيذ عملية تفجير استشهادية "مزدوجة" في شارع "بن يهودا" أسفرت عن مقتل 5 مستوطنين وإصابة أكثر من 120 بجروح.

• عملية استشهادية في المركز التجاري الرئيس وسط القدس المحتلة أسفرت عن مقتل خمسة مستوطنين وجرح حوالي 169 آخرين.

• تشرين الثاني1997: محاولة لأسر جندي بجيش الاحتلال.

رحل أبو الهنود ليسطّر برحيله وصية كتبها بيده قال فيها: "من أجلك يا فلسطين تطيب التضحيات، ومن أجلك يا قدس نستلذ الآلام، ولعيونك يا أقصى ترخص النفوس والأرواح".