شبكة قدس الإخبارية

الطفل درويش: حياتي ميؤوس منها والسلطة وحدها تتحمل المسؤولية

هيئة التحرير
غزة - خاص قدس الإخبارية: "حياتي أصبح ميؤوس منها" يقول الطفل المريض محمود أمين درويش (15عاما)، بعد فشل كافة عمليات القلب التي خضع لها في المشافي الفلسطينية والإسرائيلية، أما بصيص الأمل الوحيد المتبقي، فقد حجبته السلطة عنه منذ شهور عدة، رغم حالته الصحية الخطيرة. فبعيدا عن منزله ومدرسته وحياته الطبيعية، فرض الوضع الصحي لمحمود درويش من مدينة خانيونس إبقائه في المشفى، متصلاً بأجهزة التنفس، مراقباً على مدار الساعة من قبل الأطباء، إذ يعاني ضيق حاد في الشريان الرئوي، وارتفاع في ضغط الحنجرة، إضافة لضيق في نسيج الرئة. يضيف محمود لـ قدس الإخبارية، "لم تبق مشفى في الداخل المحتل والضفة إلا وذهبت إليها.. خضعت عملية قلب مقتوح وعمليات قسطرة وكلها فشلت، والسبب عدم توفر الأجهزة اللازمة حسبما قالوا لنا الأطباء". يتابع محمود، "الآن أنا أعيش على أجهزة التنفس فقط، لم أعد أخرج من المستشفى.. أنا لا أعيش، حياتي ميؤوس منها، ولا يوجد أحد يقف معي"، مشيرا إلى توجهه وعائلاته لعدة شخصيات رسمية في السلطة الفلسطينية ووزارة الصحة، إلا أن لم يستجب أحد لنداءاته. في شهر أيار المنصرم، نشرت وسائل إعلام مقربة من السلطة الفلسطينية، حصول محمود على مكرمة رئاسية تتضمن توفير العلاج له في فرنسا، إلا أن المكرمة لم تنفذ حتى الآن، فيما تبين العائلة أنها توجهت لمسؤولة التحويلات الطبية في وزارة الصحة أميرة الهندي، والتي عادت تحويل الطفل إلى مشفى هادسا، حيث لا علاج له هناك. نبيل دروش، عم محمود والمسؤول عن مرافقته بدلا من والده المريض أكد لـ قدس الإخبارية، أن الأطباء في مشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي أبلغوهم في الزيارة الأخيرة، أن لا علاج له في كل المشافي الإسرائيلية، وعلاجه الوحيد قد يكون في أوروبا، لافتا إلى تواصل العائلة مع أطباء في فرنسا وارسال التقارير الطبية لهم، وكان ردهم باستعجال ارسال محمود إلى مشافي فرنسا لتلقي العلاج السريع. وأضاف درويش، أن العائلة وبعد أن بذلت الكثير من الجهود تمكنت من مقابلة وزير الصحة خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، وقد تم إطلاعه على الوضع الصحي لمحمود وخطورته، إلا أنه حولهم إلى مسؤول دائرة العلاج بالخارج في قطاع غزة بسام البدري، وقد فُرض على العائلة استخراج تقارير ووثائق طبية جديدة، واللف مجدداً في دائرة المشافي التي ارتادها محمود في القطاع، إلا أنه وحتى الآن لم تتلق العائلة أي جواب يشفي غليلها، ويطمن قلبها على طفلها. من جهتها، أصدر عائلة آل دوريش بيانا وصل قدس الإخبارية نسخة منه، حملت فيه السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة على حياتها طفلها محمود، وجاء في نص البيان، "لقد صدر قرار من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بخصوص إبننا الطفل محمود درويش للعلاج في فرنسا بعد أن وجدت له فرصة للعلاج هناك". وأشار البيان إلى قبول مشفى متخصص في فرنسا استقبال محمود وتوفير العلاج له، "محمود يعاني من مشكلة في القلب وقد يتعرض للموت في أي لحظة، ولقد رفضت دائرة العلاج في الخارج الممثلة بالسيدة/ أميرة الهندي تنفيذ تعليمات الرئيس ولَم يطبق بحجة أن له علاج في مستشفيات الداخل، وبعد موافقتنا على ذلك تم عرضه على كلا من مستشفى المقاصد وهداسا، ولكن رفض الأطباء علاجه نظرا لحالته الخطيرة ونصحوه بالتوجه للعلاج في أوروبا" . وختم العائلة بيانها، "نحن عائلة درويش نحيطكم علما بأن الحالة الصحية لطفلنا محمود درويش في خطر ونحمل الجهات التي قامت بكسر قرار الرئيس ومنعت سفره للعلاج في الخارج المسؤولية الكاملة عن حياته، وكلنا رجاء بأن تتخذ الإجراءات اللازمة من قبل وزارة الصحة لكي يستطيع السفر للعلاج قبل فوات الآوان".