شبكة قدس الإخبارية

واقع الحريات في الضفة الغربية

٢١٣

 

راضي كرامه
الخوف من السؤال لصالحِ مَن تعمل، أو هل أنتَ تنتمي لفصيلٍ معين؟ ما جعلني أكتبُ هذا المقال وجود بعض الأمور غير المفهومة لـعامة من الناس. إن الإعلام رسالة وطنية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، فلا حيادية في نقل الخبر، واراء حزبية تخرج بين الفينة والأخرى من خلال منادي الفصائل النضالية بكل أشكالها، وأبناء الدولتين في القرية الواحدة الضفة وغزة. لا أميلُ لمتابعة قناة الأقصى لكنّ لها متابعيها التي عرفتهم أنها تنطق باسم حماس ولا اميل ايضا لتلفزيون فلسطين المفترض انه البوابة الرسمية لكل مواطن فلسطيني لكن ينطق باسم فتح. . في برنامج التاسعة والذي يقدمه الزميل عبد العزيز نوفل عبر معاً، لم يكن حديث اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عادلاً ،حينما وصف المختص بشؤون الجماعات الإسلامية الدكتور عدنان أبو تبانه ، بأنه يجب أن يعرّف عن نفسه إنه مدافع وناطق جيد بلسان حماس، التي قال أنها قتلت الناس وأطلقت الرصاص على أقدامهم وأيديهم ، ولم يتحدث عن نفسه أنه مدافع وناطق جيد أيضاً باسم فتح، وليس باسم المؤسسة العسكرية. في حلقة تلفزيونية بعنوان – واقع الحريات في الضفة الغربية – ضيوفٌ أربعة : اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، الدكتور عدنان أبو تبانه المختص بشؤون الجماعات الإسلامية ، الدكتور عصام عابدين المستشار القانوني لمؤسسة الحق ، والإعلامي حسن عبد الجواد عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين . كان الزميل عبد العزيز قد بدأ حلقته بسؤال لـ اللواء عدنان حول تقييمه لسقف الحريات في الضفة الغربية ، فكان الجواب بلسان المؤسسة الأمنية أن التقارير الأخيرة لا تتحدث عن تفاقم !بل تطور في أداء الأجهزة الأمنية حول الحريات . الدكتور عصام عابدين وصف الحال بأن المجتمع الفلسطيني لا يزال يعاني بسبب الاحتلال والضعف الدستوري ، أما الدكتور عدنان فكان رأيه مغايراً للأحاديث السابقة ،وقال : لا أريد شخصنة الموضوع لكن أنـا وعائلتي مثال لانتهاك الحرية الشخصية في الضفة الغربية ،! وتابع حديثه مستطرداً اعتقالاته الأربعة لدى أجهزة السلطة في الضفة الغربية ونجله ، أما نقيب الصحفيين فقال يجب على الإعلاميين أن يقفوا وقفة جادة حول موضوع الحريات المختلفة ،وأضاف إن انطباعاً عاماً لا زال قائم في بال الإعلاميين في الضفة وغزة ، إن انتهاك الحرية ما زال موجود. عند الوقوف على موضوع الحريات الإعلامية بشكل عام ، هناك أطراف كثيرة للحديث عنها ،في اليوم العالمي لحرية الصحافة ، كنتُ قد وجّهتُ سؤالاً لوكيل وزارة الإعلام السيد محمود خليفة في الاحتفال الذي أُقيم بهذه المناسبة في الانتركونتنتل بأريحا وقلت: أستاذ خليفة لاحظتُ وجود صعوبة بالغة جداً بل استحالة في حصول صحفي فلسطيني على تصريح دخول للمناطق المحتلة ؟! بينما عدسة القناة العاشرة كانت في مقر الرئاسة في رام الله كيف تُعلق؟ لم تكن إجابته شافية ، فقال نحن كدولة فلسطينية نحترم حرية الإعلام ما دامت تعمل بشكل قانوني وتقدم الأوراق الرسمية للجهات المختصة . أليست إسرائيل دولة كما يقول البعض؟ ألم يتقدم الصحفي الفلسطيني بأوراق رسمية للوصول إلى الأراضي المحتلة؟ ولماذا لا يمكن المساومة على حركة الصحافة الإسرائيلية وتسهيلها بتسهيل حركة الصحافة الفلسطينية؟ أسئلة لم أجد لها إجابة. . الطرف الآخر في موضوع الحرية الإعلامية ، الشأن الفلسطيني الفلسطيني ،لن أتحدث عن اعتقال حمامرة مراسل قناة القدس ، والذي قال اللواء الضميري انه أقر بأن الإجراءات المتخذة بحقه قانونية على لسان حمامرة ، وحمامرة نفى ذلك لي وقال : قد فهم القضاء كلامي كما اراد , لكن دعوني أتحدث عن الإعلام الجديد : صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة ، قضايا كثيرة كنت قد اطّلعت عليها ،حول اعتقال واستجواب مواطنين أو صحفيين على خلفية الانتماء السياسي ، أو حسب ما كُتب في لائحة اتهامهم في محاكم الضفة الغربية التشهير أو إثارة النعرات الطائفية. نبقى نسمع جملة الحرية الإعلامية ليست أن تشتم على المسئول، وكأننا نطالب بذلك , ونبقى نسمع (الحرية الي ماخدينها ما حد بيحلم فيها ) وكأنها تركة من والدك.