غزة - خاص قدس الإخبارية: يحلم الطالب بلال شاهين من غزة بالوصول للعالمية وتمثيل فلسطين في كل المحافل الدولية، كأول طالب فلسطيني يتقن صناعة الألعاب والبرمجيات، التي تحاكي الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وشاهين ذو السبعة عشر ربيعا، الذي لم تقتصر موهبته على صناعة الألعاب بل تعدتها إلى صناعة البرامج التربوية وصناعة التطبيقات المتنوعة في مختلف المجالات يعتمد في موهبته على حاسوبه الشخصي مكتفيا ببعض الورش التدريبية والدورات المتخصصة المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، ليبحر في ثورة التكنولوجيا وعالم الإبداع.
بداية اكتشاف الموهبة
يتحدث الطالب شاهين عن موهبته لـ قدس الإخبارية، ويقول: "كنت أتعلم في الصف السابع عن طريق الإنترنت بطريقة ذاتية، في ظل فقدان المصادر العربية، فلجأت لتعلم اللغة الإنجليزية، وبعد فترة وجيزة قمت بصناعة 20 لعبة متنوعة ونجحت في نشر لعبة أخرى علي المتجر".
وأضاف شاهين أنه بدأ برمجة الألعاب منذ بداية عقده الثاني، قائلاً: "كنت في الصف السابع الأساسي، عندما حاولت إنتاج لعبة كاملة خلال الإجازة الشتوية ما بين الفصلين من باب الهواية والشغف ورغبة مني بقضاء وقت الفراغ ما هو مفيد، ولكني حينها واجهت صعوبات بالغة".
وبين أن خطوات صناعة أي لعبة إلكترونية تبدأ بتحديد الفكرة، التي ربما تكون حديثة أو مطورة، ثم يجري وضع تصميم أولي عبر البرامج المختصة، قبل أن تنطلق عملية التصميم والبرمجة النهائية، موضحاً أنه استكفى بنشر لعبة واحدة على سوق "google play" حملت عنوان "flappy attack crush".
طبيعة الألعاب
وقال شاهين: "إن خصائص الألعاب تختلف ما بين المضامين التعليمية التثقيفية، والطابع القتالي، وأخرى ترفيهية مرتبطة بالتسلية والإمتاع، وعالم الأطفال والتربية، عدا عن إصدارات تحمل رسائل فلسطينية ووطنية، وفي الوقت نفسه تتناسب تلك الألعاب مع جميع الأعمار".
وأوضح أنه احتاج لقرابة الأربعة أشهر لإنهاء تصميم وبرمجة لعبة "التحرير"، والتي تدور مراحلها حول فكرة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن الأرض والمدنيين العزل، وكذلك استغرق لمدة مضاعَفة لصناعة لعبة "beforce" حيث تتركز فكرتها على محاربة الأشرار حول العالم.
وأشاد شاهين بعائلته التي لعبت دورا إيجابيا في تعزيز قدراته ودعمه بمختلف السبل المتاحة، حيث توقعت العائلة منذ سنوات طفولته الأولى أن يكون له مستقبلاً مشرقاً في تطوير الألعاب وصناعتها، بعدما كان يلاحظ عليه حرصه الشديد على معرفة أدق تفاصيل الألعاب التي كانت يلهو بها في مع أقارنه في أوقات الفراغ.
المشاريع القادمة
وأشار شاهين إلى انه وخلال الأيام القادمة، سيقوم بعمل برنامج واقع معزز للكيمياء، يساعد في معرفة واكتشاف الأشكال الكيميائية للجزئيات.
وأضاف، "أتحدى نفسي وقدراتي في محاولتي بالأيام القادمة، لتطوير لعبة مماثلة لنظام اللعبة العالمية " dark souls"، إضافة إلى تطبيق في الرياضيات في تخصص "الهندسة الفراغية".
الصعوبات والمشاكل
وحول الصعوبات والمشاكل التي واجهته، أشار شاهين إلى أنها تمثلت باعتماده على ذاته في اكتساب المعرفة والخبرة اللازمة لتصميم وبرمجة الألعاب، بالإضافة إلى افتقاره للخدمات اللوجستية المطلوبة في عالم صناعة الألعاب كجهاز كمبيوتر ذي مواصفات مميزة، وأيضاً غياب الدعم من قبل إدارة المدرسة في تلك الفترة.
وقال شاهين: "إنني تجاوزت جل العقبات التي واجهتها بعدما وجدت حاضنة مناسبة خلال دراستي بالمرحلة الثانوية، ولكن عانيت من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لما يزيد على 20 ساعة يوميًا، والتي أثرت سلباً".
وتابع: "تمكنت من التغلب على مختلف الصعوبات من خلال تطوير قدراتي الذاتية تدريجيًا عبر متابعة الإصدارات المنتشرة على "الإنترنت" باللغتين العربية والإنجليزية، حتى تمكنت خلال الأربع سنوات الماضية من تصميم وبرمجة 20 لعبة ذات مواصفات مختلفة".
المطالب والأماني
وطالب شاهين المؤسسات الحكومية والأهلية إلى الاهتمام بالطاقات الشبابية في قطاع غزة وتطويرها، والسعي نحو تنمية قدراتها، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدني ظروف الحياة المعيشية.
وعبر الطالب شاهين عن أمله بأن يُنشأ مستقبلاً أستوديو ألعاب خاص به، وتخصيص دورات في تعليم المتدربين البرمجة، بالإضافة إلى إيجاد حل لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي أثرت بشكل كبير على أوقات صناعة ألعاب الهواتف الذكية.