الخليل – خاص قدس الإخبارية: بعد 23 يوما من الاعتقال في سجن أريحا، أفرجت الأجهزة الأمنية عن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وحيد أبو ماريا، بقرار من القضاء.
القيادي أبو ماريا أكد لـ قدس الإخبارية، أنه خلال الجلسات التي عقدتها المحكمة لم يتم نقاش أي مادة قانونية تم اختراقها، وقد انتهى اعتقاله بقرار الإفراج، "بعد صدور قرار الإفراج، جاء اتجاهي القاضي وقبلني وقال لي بعين الله يا شيخ.. هذا دليل أن حتى القاضي يعرف بحجم الجريمة التي مورست وما زالت تمارس بحقي من قبل الأمن الوقائي".
وبين أبو ماريا أن ملاحقته من قبل جهاز الأمن الوقائي بدأ في 20 تموز بعد اقتحام منجرته في بلدة بيت أمر شمال الخليل، حيث تم الاعتداء عليه قبل اعتقاله بتهمة انتقاد الأجهزة الأمنية والرئيس الفلسطيني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقد تم الإفراج عنه فيما بعد بشرط عدم كتابة منشورات تمس الأجهزة الأمنية.
وأوضح أنه بعد عشرة أيام من الاعتداء الأول، اقتحمت مجموعة من عناصر الأمن الوقائي مزرعته، "حصل نقاش عادي، وبينما تجمع الناس في المنطقة، تفاجأنا أنه تم استدعاء قوة أخرى قامت بمهاجمتي ما أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة بين الأهالي والأجهزة الأمنية انتهت باعتقال أربعة شبان مدة ثلاثة أيام".
إلا أن ملاحقات الأمن الوقائي لم تتوقف، ففي 30 آب وخلال قيادة أبو ماريا مركبته داخل بلدة بيت أمر، اعترضته مركبتين تقودهما عناصر من الأمن الوقائي، وتم صدم مركبته بشكل متعمد قبل أن يتم اعتقاله رغم أنه كان في حالة إغماء بسبب الحادث المفتعل، مؤكدا على أن المركبتين كانتا غير قانونيات.
وبين أنه تخلل اعتقاله إطلاق النار في الهواء، ما أغضب أهالي البلدة الذين أغلقوا مداخل بيت أمر واستعدوا للرد على الأجهزة الأمنية، وقد تم حرق وتكسير عدة مركبات تابعة لعناصر في الأمن الوقائي.
ولفت أبو ماريا إلى أنه تم اقتياده إلى مركز الوقائي في بلدة حلحول ثم إلى مركز الوقائي في مدينة الخليل، إلا أنه تم رفض استقباله بسبب وضعه الصحي وتم تحوليه إلى مشفى عالية في المدينة، حيث أخضع للفحوصات الطبية التي ما لبث أن أنهاها حتى نقل إلى مقر الوقائي في أريحا.
وأضاف، "تم رفض استقبالي في مقر الوقائي ومقر المخابرات، بسبب وضعي الصحي، إضافة لوضعي العائلة والتنظيمي وما سيترتب بعد ذلك إذا أصابني أي مكروه، إلا أنه تم استقبالي لدى قسم الاستخبارات الذي رحب بي بمسلخ أريحا".
وبين أنه تم التحقيق معه حول عدة نقاط تمحورت حول انتمائه السياسي، ورتبته التنظيمية، والجهات التي يتواصل معها في حركة الجهاد الإسلامي، "ثلاثة أيام متواصلة وأنا أتعرض لشبح وضرب وتعذيب، لم أتعرض له طيلة اعتقالاتي الستة في سجون الاحتلال التي أمضيت فيها 20 عاما".
وأشار إلى أنه أضرب عن الطعام والدواء في بداية اعتقاله احتجاجا على سوء معاملته والتعذيب الذي يتعرض له، ما أدى لتدهور حالته الصحية ونقله إلى مشفى أريحا، "صدر قرار من الرئيس الفلسطيني لإفراج سبيلي، إلا أن جهاز الأمن الوقائي رفض تنفيذ القرار".
وأضاف أبو مارية أنه خلال اعتقاله، اقتحم جهاز الأمن الوقائي منزله في بلدة بيت أمر وتم الاعتداء على أسرته، ودهس ابنته ما أدى لكسور في قدمها، إضافة لإلحاق أضرار في المنزل.
وقال، "لا أعلم لماذا هذا الاستهداف لقيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة حيادية بعيدة عن كل الإشكاليات في الساحة الفلسطينية، وتقوم بمهام توفيقية بين كل الجهات دائما.. استهداف أعضائها هو جريمة وشيء مؤلم جدا لنا".
وأكد على أن اعتداءات الأمن الوقائي ألحق أضرارا جسمية بممتلكاته، إذ أن الحادث المفتعل الذي جرى قبل اعتقاله كان هدفه بشكل أساسي إلحاق أضرارا بمركبته التي اشتراها بقيمة 140 ألف شيقل، لافتا إلى أنه تم تهديده بقطع راتبه كأسير محرر وإغلاق منجرته، "كل ذلك لأني معارض لهم بشدة، وانتقد كل ممارساتهم وتصرفاتهم واعتقالاتهم السياسية التي يمارسوها في المنطقة".
فيما حاولت شبكة قدس الإتصال مرات عدة على المتحدث باسم الأجهزة الأمنية للحصول للتعليق على ما تعرض له القيادي أبو ماريا، إلا أنها لم تتلق أي رد.