لا يزال الفلسطينيون يبحثون عن أمر يجمعهم، يجعلونه منطلقاً لاتفاقهم ووحدتهم، ورغم أن الاختلاف من طبيعة البشر، فلا تلبث أن تخرج قضية بين الفينة والأخرى تثير جدلاً واسعاً، وتحصد استقطاباً بين مؤيد ومعارض.
وتشغل هذه الأيام قضية زيارة الشيخ يوسف القرضاوي إلى قطاع غزة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ورغم الترحاب الكبير الذي توجهه الحكومة الفلسطينية في غزة وبعض الفصائل الفلسطينية، إلا أن آخرين يرفضون هذه الزيارة.
وقد تواكب مع تصريحات بعض الفصائل عن رفضها زيارة القرضاوي، جدلٌ حول الزيارة ما بين مرحبٍ بشدة وبين مرحبٍ وبين معارض ومعارض بشدة.
نجاح علي كتبت "أؤيد زيارة القرضاوي وبشدة كبيرة"، وأوضح عبد القادر عبر صفحته "ما زيارة الشيخ يوسف القرضاوي ووفد علماء المسلمين إلا لفك الحصار ومؤازرة أهل غزة".
ونشر العديد من الفيسبوكيين كمحمود ناصر صوراً وتصاميم مرحبة بزيارة القرضاوي، وكتب على أحد الصور "فلسطين ترحب بالعلامة يوسف القرضاوي .. أهلاً بكم على أرض غزة العزة".
وكتب أحدهم "أرض غزة عطشى، وأهلها مرحى بقدومك، يا شيخ الأمة، يا عالم العلماء، أما من يكرهون قدومك، ويسيئون القول، فنقول لهم لحوم العلماء مسمومة".
[caption id="attachment_12716" align="aligncenter" width="518"] إحدى الصور المرحبة بالزيارة والمنتشرة على الاعلام الاجتماعي[/caption]ضد القرضاوي
وعلى النقيض فقد شن العديد من الفيسبوكيين هجمة شرسة على القرضاوي وتم وصفه بصفات تدل على أنهم لا يتعبرونه عالماً.
فكتب أحدهم "أنا ضد القرضاوي ودخوله فلسطين المحتلة"، ودوّن آخر "ليكن استقبالا يليق بقيمه القرضاوي وحبه لأمريكا فلنفرش له الطريق بالأشواك".
وعلّق بعضهم "القرضاوي الذي يشرع التدخل الاجنبي في سوريانا كيف نستقبله"، في حين وصل مدى رفض الزيارة عند البعض إلى ذكر أوصاف كـ "المنافق" و"العميل" و"الخائن"، وصاحب التاريخ الذي "لا يشرف".
بينما ذكر آخرون بأنه كان على الشيخ القرضاوي ووفد العلماء ان تكون زيارتهم "لإنهاء الانقسام وليس لتعزيزه".
مد وجزر
ودافع أدهم أبو سلمية عن زيارة القرضاوي بقوله "هل تعلم أن الشيخ القرضاوي ممنوع من دخول الدول الغربية بسبب فتواه بشرعية العمليات الاستشهادية في "اسرائيل" ؟".
وكتب آخر "من ﻻ يعرف الشيخ العلامة القرضاوي بس يوصل لربع ما يحمل في عقله من العلم والدين".
وعلّق بعض الدعاة على صفحاتهم "لمن يسيئون القول في القرضاوي نقول لهم احذروا غضب ربكم ولا تكونوا أبواق باطل، والخير قادم في أرض العزة رغم أنوف الصهاينة ومن لف لفهم".
وحاول البعض الوقوف على الحياد فكتب "الشعب الفلسطيني ما سكر الباب امام الضيوف دائما ابوبنا مفتوحه للجميع"، ودوّن آخر "أنا لا أؤيد او اعارض زيارة الشيخ القرضاوي.. فمن حقه زيارة أي جزء من فلسطين دون تطبيع مع الاحتلال".
بينما سخر البعض من اعتراض أحزابٍ وفصائل على زيارة القرضاوي بقولهم أن "مؤلفات القرضاوي تتجاوز عدد أفراد بعض الفصائل الرافضة لزيارته".
[caption id="attachment_12717" align="aligncenter" width="420"] إحدى الصور المنتشرة المؤيدة للزيارة[/caption]