شبكة قدس الإخبارية

من يرشد حجاج بيت المقدس لمناسكهم والحاج نهاد أسيرًا؟

سماح دويك

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ثمانيةُ أعوام مضت كانت مناسك الحج طقسًا سنويًا في حياة الأسير الحاج نهاد زغير، حيث يعمل مرشدًا لحجاج القدس في مكة المكرمة، لكنّ السجن غيّر الحال هذه المرّة.

زوجته فداء الأطرش، قالت  إنّه في هذه الأيام كان من المفترض أن نكون  والأسير الحاج نهاد على سفر ضمن الحجاج نحو بيت الله الحرام، لكن اعتقال نهاد حال دون ذلك ونحن الذين كنا متشوقيين لأن نكون ضمن الحجاج لهذا العام.

وأوضحت لـ "قُدس الإخبارية"، أن الحاج نهاد اعتاد سنوياً على المشاركة وإرشاد ومساعدة الحجاج في الديار الحجازية وتنظيم الرحلات، لكنّ هذا العام حرم منه حيث يقبع منذ شهرين في سجن "مجدو" الاحتلالي.

وعن عملية اعتقاله، أفادت زوجته بأن "اعتقاله كان قبل شهرين في طريق عودته من رحلة العمرة على جسر الشيخ حسين، أمام أعين ابنه الحسن والذي كان يرافقه برحلة العمرة".

الحاج نهاد زغير (39عامًا)، أب لأربعة أطفال أكبرهم الحسن (14 عامًا)، وأصغرهم ماريا التي لم تتعدى العامين، وهو يعمل كمسؤول فني رياضي في جمعية برج اللقلق، ومدرب لجميع الألعاب الرياضية، بعد تخرجه من معهد "فينجد"، وتدريبه لفريق الموظفين.

"شارع الواد الملاصق للمسجد الأقصى كان منشأ الأسير زغير، فمنذ نعومة أظافره تربّى وترعرع على حب الأقصى والقدس وقد نما ذلك بعشقه لهم، فالأقصى بيته الأول حيث يرتاد إليه باستمرار وهو من حفظة القرآن فيه ومن المتطوعين بساحاته لخدمة المصلين في شهر رمضان المبارك"، بحسب زوجته لمراسلة "قدس الإخبارية".

عُرف بين الأهالي في القدس بشخصيته الرياضية وبكونه مدرب نشيط في جمعية تخدم داخل البلدة القديمة، واكتسب محبة الناس نظراً لوجوده الدائم بين وجهاء القدس الذي ما فتأ أن يكون متواجدًا في مجلس للصلح بين المتخاصمين ويكون من بين المصلحين بين العائلات المقدسية.

ووفقًا لعائلته خلال حديثهم لـ "قدس الإخبارية"، فقد اكتسب الحاج نهاد تلك المحبة نظراً لتواجده السنوي في موسم الحاج، الذي يحل عليهم بدونه اليوم، فيما يفتقده صديقه المقرب بالقول "مش عارف كيف بدي أحج بدون الحاج نهاد".

وأمام محاكم الاحتلال، تجلت محبّة الناس للحاج نهاد، حيث  كان جمهور من الشبان يأتي ويقضي عددًا كبيرًا من الساعات في انتظار نقل الحاج من مركز توقيف "المسكوبية" إلى محكمة الصلح  حتى يتمكنوا من الإطمئنان عليه لبعض دقائق وينادونه بالقول "أحلى حج" وبأعلى صوتهم .

واعتبرت زوجته فداء خلال حديثها لمراسلة "قدس الإخبارية"، "أن اعتقال الحاج شكّل الصدمة، فلم أتوقع حجم ووقع الخبر، نظراً للوقت التي جاءت فيه حيث كنا بانتظاره على مائدة إفطار رمضان، واجتماع العائلة عليها ولكن اعتقاله، لكن غيابه عكّر مضمون رمضان الذي لم يكن مشارك لنا على الطاولة ولا في التراويح".

وبعد شهرين على الاعتقال حظيت عائلة الأسير الحاج بالزيارة الأولى، تقول زوجته فداء "لم ننتمنى الزيارة أن تنتهي، خمسة وأربعون دقيقة  مرّت بسرعة هائلة فهي التي أتت بعد محاكم قصيرة لا تتجاوز الدقائق واخرى سرية لا نراه خلالها إلا بلمح البصر ، مضيفة "صاحب تلك الزيارة الشوق للقاء وكان الحسن وزيد وجنى وماريا، يتشاجرون من يمسك سماعة هاتف  ليحادثوا أباهم  ضمن لقاء جميل، وصعب، ومن خلف زجاج، أرسل خلاله السلام لكل من يحبه".

ويقول المحامي خالد زبارقة لـ "قدس الإخبارية"،  "الأسير نهاد زغير مدّد اعتقاله حتى نهاية الإجراءات القانونية بحقه، أي لمدة تسعة أشهر حتى انتهاء المحاكمة".

"يدين الاحتلال الأسير نهاد برئاسة تنظيم شباب الأقصى، وهو كغيره من الأسرى الذين يعانون داخل سجون الاحتلال بعيداً عن عائلته ومدينته التي أحبّ".

وأضاف لمراسة "قدس الإخبارية"، "الاحتلال من خلال اعتقال الحاج نهاد يريد أن يبعد الشخصيات التي يعتبرها مؤثرة عن المشهد، بهدف فرض سياسات جديدة داخل حكومة الاحتلال، أهمها تغيير هوية القدس من خلال ملاحقة النشطاء والمؤثرين إجتماعياً".