شبكة قدس الإخبارية

من ذاكرة الرباط.. كرسي أم محمد لا يفارق أبواب الأقصى

سماح دويك

القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: بكرسيها المتحرك ورغم صعوبة تنقلها وحركتها، إلا أنها لم تفارق باب الأسباط في ظل الحصار الذي تعرض له المسجد الأقصى قائلة "لا للبوابات ولا للكاميرات ولا عودة للأقصى إلا بكرامة بلا مهانة"، وبقيت على هذه الحال طيلة أيام المواجهة. أم محمد حاجة تبلغ من العمر 60 عاماً وهي من الرواد الدائمين للمسجد الأقصى، نظراً لقرب منزلها منه، تقول لـ قدس الإخبارية، "الأقصى بيتنا الأول قبل بيوتنا التي نعيش فيها، فهو الذي يجمعنا ويوحدنا، وكمقدسيين نعتبر من المصطفين بوجودنا بجواره ومن واجبنا الدفاع عنه فهو أمانة الله ورسوله". وتردف أم محمد قائلة أن قلبها ينفطر عند سماعها للآذان وعدم مقدرتها الدخول للصلاة في المسجد الأقصى، ولا تريد أن تتخطى أبوابه التاريخية وتدخل عبر بوابات إلكترونية حديدية، فلا شئ يستوجبنا المرور عبرها فالأقصى للمسلمين ولا أحد يمتلك السيادة عليه غيرهم. أمام باب الأسباط قبيل آذان العشاء، أم محمد على كرسيها المتحرك، تستذكر إصابتها خلال انتفاضة الأقصى حيث قامت قوات الاحتلال بالاعتداء عليها بالضرب ما أدى إلى اصابتها وعدم استطاعتها المشي مجددًا، وتزيد من رباطة جأش نفسها بالقول: "سأرابط على أبوابه وفي ساحاته حتى إزالة البوابات الالكترونية والكاميرات وإلى أن يتحرر الأقصى من الأسر". وبكلمة واحدة ومع سبق الإصرار والشوق في عينيها للصلاة في ساحاته هي التي لم تترك صلاة إلا كانت بين صفوف المصلين داخل الأقصى،" الأقصى هو مكاننا وراحتنا وحياتنا وكمقدسيين نسكن بجواره كنا لا نتركه فنحن نحافظ على الصلوات الخمس فيه فهو مسجدنا وقلبتنا الأولى"، تقول أم محمد لـ قدس الإخبارية. "أنا لو راحو أولادي كلهم بالدفاع عنه مش مشكلة.. أولادي فداء الأقصى"، تؤكد أم محمد على هذه العبارة أثناء قدوم حفيدها وابنها للرباط وأداء صلاة العشاء عند باب الأسباط، داعية الجميع أن يأتي ويرابط على الأبواب وفي الساحات. وتعبر أم محمد عن شوقها للأقصى خلال حديثها لمراسلة قدس الإخبارية، "مشتاقة أصلي فيه مشتاقة أقعد بساحاته ومصلياته مشتاقة لهواءه فهو المكان الذي ارتاح فيه نفسياً ولا أشعر فيه بالتعب فعند دخولي إليه تتجدد طاقتي وأشعر بالسعادة حيث تتلاشى كل هموم الدنيا ومرضي فيه". "المسجد الأقصى من أجمل المساجد في العالم فهو يضم معالم تاريخية إسلامية، وروعة بناء قبة الصخرة لا يضاهيها جمال في العالم أجمع، كما أن اجتماع المسلمين بساحاته ومصلياته لأداء الصلاة في رمضان أو صلاة الجمعة يشعرني بالسعادة". وتعتبر أم محمد عن الموقف الشعبي المقدسي القائل بلا للبوابات والكاميرات ولا لأنصاف الحلول لـ قدس الإخبارية، "المقدسيون كبارًا صغارًا متوحدون وصامدون ومرابطون على أبواب المسجد الأقصى حتى عودته كما كان عليه فالذي يجمعنا كمقدسيين هنا هو الأقصى". "خلال الأربعة عشر يوماً رأيت الصغار والكبار والنساء والشباب والمرضى والكبار بالسن والمسييحين جاؤوا موحدين مناصرين لقضية الأقصى وما يتعرض له من محاولات لتهويده"، تضيف أم محمد لـ قدس الإخبارية. "إن شاء الله ما بنموت ولا بنعجز عن رباطنا في الأقصى وعلى أبوابه إلا بتحريره من الأسر ورؤيته شامخ محرر من كيد المحتلين"، تختم أم محمد كلامها.