فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: مقيم في حديقة كل منزل فلسطيني، يحبه الجميع ولكنه لا يحب سوى الورود، فها هو يحلق من زهرة إلى أخرى، وقد علا تغريده المكان، ككل صباح.
فما أن تتوسط الشمس السماء، سترى طائر الشمس الفلسطيني، صاحب المنقار الطويل والجسم الصغير يطير في حديقتك، ولكن إذا أردت الاستمتاع بمراقبته، فعليك أن تتحول إلى جماد، فحذاري أن تهمس حتى!
وإن أزعجت طائر الشمس الفلسطيني يوما ما، فتوقع أن لا يعود إلى حديقتك، أو على الأقل سيقاطعك بضعة أيام، قبل أن يسامحك قلبه الصغير، ويعود مجددا سامحا لك مراقبته من بعيد.
الشمس الفلسطيني الذي يتمسك بسماء فلسطين مذ اكتشافه فيها، ليس مجرد طائر فحسب، بل هو أحد أيقونات الهوية الفلسطينية، يسمى "تمير فلسطيني" و"أبو الزهور"، وعلميا يطلق عليه "Nectarinia osea".
ففي عام 1865، رصد طائر الشمس في فلسطين ليكون أصغر طيورها، يتميز بصوته الجميل الحاد، ورشاقته وسرعته، محبا حذرا للبشر، فهو دائم التواجد بالقرب من المنازل، باحثا عن رحيق الأزهار التي يتغذى عليها بمنقاره الطويل وببعض الحشرات.
وذكور طائر الشمس الفلسطيني أجمل من إناثها، فالأولى تحمل ريش أسود يتخلله ألوان قوس القزح التي تلمع ما أن تلامسها أشعة الشمس، أما الإناث منها فتتميز باللون الرمادي والبني.
وطائر الشمس.. أصيل، صامد، متمسك بوطنه المحتل، غير قابل للإنقراض، يتحدى كل الظروف التي ترفض عليه، وهو ما رشحه ليكون "الطائر الفلسطيني الوطني" رغم محاولات الاحتلال لتهويده.
رصد أنثى طائر الشمس الفلسطيني| تصوير: شذى حماد