غزة - خاص قدس الإخبارية: في ظل غياب مفهوم القراءة الحقيقة لدى الناس والابتعاد عن جماليات اللغة العربية وحروفها، تسعى مجموعات شبابية لإحياء القراءة من جديد وجذبها إلى نفوس الأجيال الجديدة قبل طمسها من قبل المواقع الإلكترونية، التي أشغلت بال العديد من الناس بمختلف الأعمار والمستويات التعليمية والفكرية.
فريق الخير هو فريق شبابي كوّنه الشاب محمود درويش (41 عاماً)، والذي دمج فكره الديني والأدبي معاً لينشئ "مبادرة الخير"، والتي تقوم فكرتها على كتابة أذكار وأقوال مأثورة على الجدران في مختلف الشوارع في أحياء قطاع غزة.
درويش وضح لـقدس الاخبارية منبع الفكرة، "الفكرة تقوم على جعل الناس يعطوني حسنة وأعطيهم حسنة وهم لا يشعرون، طبقت هذا المبدأ من خلال مبادرة الخير التي كنت أنفذها سابقاً بشكل تلقائي في المدرسة، فلم أكن أدخل أي صف دراسي الا وأكتب على سبورته شيئاً حتى يقرأها التلاميذ والمعلمين لترسيخ القراءة وأحذ حسنة على ذكر الله".
"لدي موهبة الخط الجميل وعرضت الفكرة على ثلاثة فنانين تشكيليين وهم يزيد الطلاع وشاكر شلبي ووسام شلبي، رحبوا بالفكرة كثيرا وبدأنا العمل من مخيم الذي المغازي وسط قطاع غزة حيث نسكن".
لم تقتصر المبادرة على هذا العدد من الشباب بل سمح درويش لأي شخص لديه موهبة الخط العربي بشكل جيد وواضح يستطيع الانضمام للفريق، من أجل الانتشار بشكل أوسع في مختلف الأحياء في قطاع غزة، وهذه المبادرة تشجع على تحسين الخط، بالإضافة الى الدافعية للقراءة بشكل أكبر والتعود على قراءة ما هو موجود أمامك وحولك .
وأشار درويش لـ قدس الإخبارية، "المبادرة تطوعية وليست ربحية بل نحن نسعى لتحقيق هدف معين، ونشرنا على صفحة الفيس بوك الخاصة بنا بأن أي لجنة حي في قطاع غزة تستطيع توفير جدران نظيفة جاهزة للكتابة نحن على استعداد الى الذهاب للمكان والكتابة عليها".
ويضيف درويش، "وتم استجابة طلبنا من خلال بعض الأحياء، وأصبحنا نتنقل بين الأماكن ونستمر بالعمل لمدة سبع الى ثمان ساعات متواصلة، من أجل انهاء العمل بالمنطقة وعدم الرجوع مرة أخرى لكي نستطيع العمل بمناطق أخرى بأقصر وقت، كما ونكتب على الجدران أدعية وآيات قرآنية وبعض الأحاديث التي تجعل المواطن يذكر اسم الله بأي جملة يقرأها".
وعن تفاعل الناس مع المبادرة يقول درويش، "بالفعل نظرة اعجاب الناس كانت جميلة وشجعتنا على العمل المتواصل، فنحن نستعمل فرشاة للكتابة بحجم 10 سم على مساحة 7 متر، لذلك تلفت انتباه أي شخص بسرعة وتجذبه، كما وانضم بعض الأهالي الذين يشاهدونا أثناء العمل ويطلبوا الانضمام معنا من بينهم شابين بعمر 22 و17 عاماً، لم يكن الخط جميل جداً ولكن هذه طريقة تساعدهم على تحسين خطهم".
من بين الفنانين الذين شاركوا درويش في مبادرته، الفنان التشكيلي يزيد الطلاع "25 عاماً" وهو مختص بفن الكاليجرفيتي الذي يظهر من خلاله جمال الحروف العربية، وطريقة كتابته تجذب القراء بشكل كبير، حيث استخدمها كزينة وديكور على كافة الخامات مثل الخشب والزجاج وغيره، انطلاقاً من مبدأ اللغة العربية لها جمالها الذي يسحر العيون.
وضح يزيد لـ قدس الاخبارية كيف انضم للفريق قائلاً: "طُرحت علي الفكرة من قبل محمد درويش من أجل الانضمام له بالفريق ولشابين آخرين، وافقت على ذلك لأني رأيته متحمس جداً للفكرة وقد نفذها لوحده قبل ذلك بخط بسيط، وكانت البداية على جدران مخيمنا المغازي ومن ثم انتشر العمل الى المخيمات المجاورة ".
"استخدمت فن الكاليجرفيتي ولكن بشكل مبسط وسهل، ليستطيع المار بالطريق قراءته وكانت الخطوط حرة وبسيطة وسهلة القراءة".
رسالة الفريق هي جعل الشوارع مليئة بذكر الله، ولتحل الجمل الجميلة التي تريح النفس وتعطي الشكل الجمالي للجدران بدل الخطوط المتشابكة والشخبطة التي تتعب النظر، بالإضافة إلى الشعارات الحزبية والكلام غير المناسب الذي لا يفيد أحد، فيما العبارات الجميلة تجذب القارئ وتريح نفسه وتشجعه على القراءة بهذه الكلمات اختتم درويش حديثه.