شبكة قدس الإخبارية

انتقادات واسعة.. هل سيهبط العمادي مكان عرفات؟

رويدا عامر

غزة - خاص قدس الإخبارية: غضب عارم اجتاح أوساطًا عديدة في الشارع الغزي بسبب منح السفير القطري محمد العمادي قطعة أرض بمساحة 5 دونمات، من مهبط طائرة الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات، لبناء منزل له، ومكتب للجنة القطرية لإعمار غزة، حيث اعتبرت شريحة من المواطنين أن هذه الأرض لها رمزية وطنية تخص الرئيس ياسر عرفات لا يجب المساس بها ومنحها لأي أحد.

انتشرت الآراء المختلفة على موقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بالتراجع عن هذا القرار واحترام رمزية المكان لما له من أهمية وطنية تدفع أي مواطن بغض النظر عن ميوله الحزبي لرفض القرار، كما وعبر الكثير من المحللين السياسيين والشخصيات السياسية والوطنية عن استيائهم من هذا الأمر موجهين ندائهم إلى الأمير القطري لوقف هذا القرار واختيار مكان آخر لإقامة المشاريع عليه.

من بين الشخصيات السياسية المعترضة، وزير العدل ورئيس سلطة الأراضي السابق المحامي فريح أبو مدين، الذي وجه نداء للأمير القطري تميم بن حمد عبر صفحته على فيسبوك مطالباً اياه وقف هذا القرار لما للأرض من رمزية وطنية لكل فلسطيني، ودعاه لاختيار أي مكان آخر فهو مرحب به بأي مكان بقطاع غزة، حسب تعبيره.

لماذا الإعتراض؟

أبو مدين يوضح لـ قدس الإخبارية، أسبابه التي جعلته يتحفظ على القرار، "وجهت نداء لسمو الأمير القطري تميم بن حمد، لكي يوقف القرار، وأنا متأكد اذا وصلت رسالتي له سوف يتم انهاء الأمر، لأن القطريين ودول الخليج عامة لديهم حساسية من هذا الأمر، ونحن لدينا تجارب معهم، وقد أوقفوا مشاريعًا سابقة جراء اعتراض أصحاب الأراضي على أخذ أراضيهم في مدينتي رفح وخانيونس، وفي حالة أرض المهبط القصة بالنسبة لنا معنوية وأدبية وليست متعلقة بالمال والأرض، بل هي تخص ضمير الشعب الفلسطيني ووجدانه، هذا مهبط للرئيس وكنا نستقبل بها الضيوف وكثير من المهام نفذت بها، ومكانها مقابل للميناء ومهبط طيران، بالإضافة إلى أنها أندر قطعة أرض موجودة في قطاع غزة لأن الأراضي الحكومية لم يتبقى منها شيء، ولا يوجد في غزة ترف أراضي ليوزع منها خمس دونمات".

ويضيف أبو مدين، "يستطيع الاخوة القطريين أخذ شقتين أو عمارتين أو فندق لإتمام مهامهم، عمليا زيارة السفير القطري هي أسبوع كل ستة أو سبعة أشهر".

ماذا قالت الجهات المختصة؟

مكتب الإعلام الحكومي أصدر بيانًا توضيحيًا حول هذا القرار، حصلت قدس الإخبارية على نسخة منه، وقال فيه: "الأرض التي يبنى عليها المقر تقع بجوار المهبط في أرض حكومية متعدى عليها لسنوات طويلة قبل أن يتم إزالة التعديات وتخصيصها لعدد من المشاريع ومنها مسجد ومقر اللجنة القطرية".

أبو مدين رد على هذا البيان، "الاخوة في حماس لديهم حساسية، وردهم غير مقنع للناس بأن الأراضي كان متعدى عليها، فكيف متعدى عليها وهي في صلب الأمن الموجود هناك، بالإضافة إلى أن لها أكثر من ثلاثين عاماً أمام أعيننا، ولم نرَ تعدٍ، حتى خلال فترة وجود الاحتلال في غزة، فإن المهبط هو قطعة أرض واحدة لا يوجد أراضٍ مجاورة لها، فلها رقم قسيمة واحد ورقم قطعة واحد، وأنا كرئيس سلطة الأراضي سابقاً أعرف هذا جيداً ونحن خصصناها للمهبط حسب طلب الرئيس أبو عمار".

وأضاف، "يفترض من الإعلام الحكومي الخروج ببيان يصرح فيه تغيير الموقع وليس مبررات غير صحيحة لأنه يوجد خرائط تثبت أن قطعة الأرض التي منحت للسفير القطري هي جزء من المهبط".

ما دور الحكومة برام الله؟

عن احتمالية وجود موافقة من السلطة الفلسطينية في رام الله، قال أبو مدين لـ قدس الإخبارية، "سلطة رام الله لا يوجد لديها علم بهذا الموضوع، وتخصيص الحكومة في غزة لهذه الأرض غير قانوني، لعدم الحصول على موافقة رئيس السلطة الفلسطينية، وطبقاً للقانون هي مرهونة بتوقيع الرئيس محود عباس، وأتوقع أن القرار لم يكن من سلطة رام الله ولم تستشار بذلك".

منح مهبط طائرة الرئيس ياسر عرفات للسفير القطري له أبعاد سياسية مختلفة قد تكون سيئة، هذا ما وضحه المحلل السياسي الدكتور علاء أبو عامر خلال حديثه مع مراسلة قدس الاخبارية، "هذا الموضوع لم أنظر له من الناحية الرمزية، نحن لا نختلف على أنه مهبط وطني وهو رمز بالإجماع عليه من كل الفصائل الوطنية، واستشهاد ياسر عرفات خسارة للجميع فهو الأب الجامع ومحل احترام، وهو شخصية عالمية كان لها تأثير على السياسات الإقليمية من أجل القضية الفلسطينية".

ويضيف أبو عامر، "لكن إذا حدث وتم بناء منزل السفير ومكتب اللجنة القطرية في المهبط، هذا يعني أنه لا يوجد مصالحة قادمة، فهذا الأمر يكرس الإنقسام لأن المهبط جزء من المنتدى ومقر الرئاسة، فإن بنيت المباني عليها يعني عطل المصالحة وعدم قبول حماس بمتطلبات الرئيس من أجل إنهاء الانقسام، والتي من أهمها تراجعها عن حكم قطاع غزة، وفي القانون يجب أخذ موافقة السلطة على منح الأرض للسفير القطري".

ويقول أبو عامر لـ قدس الإخبارية، "دون بيان رسمي من الرئاسة الفلسطينية أو الحكومة الفلسطينية أو حركة فتح، يبقى الاحتجاج على بناء منزل السفير القطري على أرض المنتدى أو ملحقاته من أرض مهبط مروحية الشهيد أبو عمار، والتي هي بمثابة مقر الرئاسة في غزة، مواقف شخصية، فالمعني الأول بهذا الأمر هو الرئاسة الفلسطينية، حيث المكان يتبع لها".

وأشار أبو عامر، "الأمر يتجاوز مسألة بيت سفير أو مهبط طيران مروحي، وله علاقة بمستقبل قطاع غزة ، فإذا كانت الرئاسة لها علاقة بالأمر أي بمنح الأرض للسفير القطري وهناك موافقة على ذلك فهذا يعني أن المنتدى لن يعاد بناءه ولا خطط لإعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس عليها، كعاصمة ثانية للوطن، أما اذا كانت حماس قد تصرفت بمفردها، فإن حماس لا نية لديها لإنهاء الانقسام وإعادة أرض المنتدى للرئاسة".