شبكة قدس الإخبارية

خلال مسابقة دولية.. كيف تعامل فريق بيرزيت مع الاحتلال؟

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: بعد أن تأهل للربع النهائي، انسحب فريق جامعة بيرزيت من مسابقة المحكمة الصورية الجنائية الدولية، فقرعة اختيار الفرق المنافسة زجت به أمام فريق العدو.

المسابقة الدولية التي تنظم سنوياً بمشاركة الجامعات من مختلف الدول، هي عبارة عن محكمة صورية للمحكمة الجنائية الدولية المتخصصة بمحاكمة مجرمي الحرب، يترشح كل فريق للمسابقة بعد فوزه بمسابقة محلية بدولته، لينافس بالمرافعات الصورية والمكتوبة التي تحاكي الإجراءات القانونية المتبعة في محكمة الجنايات الدولية.

فريق جامعة بيرزيت ورغم أنه الفريق العربي الأول تاريخياً الذي يتأهل للربع النهائي من مسابقة المحكمة الصورية الجنائية الدولية، التي عقدت في لاهاي 14–21 أيار 2017، ونيله أفضل مرافعة كتابية للدفاع، إلا أن الفريق اختار الانسحاب رافضاً منافسة الفريق الإسرائيلي الممثل للجامعة العبرية.

فؤاد مسعد أحد أعضاء الفريق - وهو طالب في كلية الحقوق في جامعة بيرزيت سنة رابعة - بين لـ قدس الإخبارية، أن مشاركة الفريق جاء ضمن مشاركة الجامعة السنوية في المسابقة، إلا أن مشاركته هذه المرة كانت الأكثر تميزاً بحصوله على المركز التاسع على كافة الفرق المنافسة والوصول إلى مرحلة الربع النهائي، إضافة لحصول الفريق على جائزة أفضل مرافعة مكتوبة.

إلا أن الرياح لم تجر كما سعى الفريق، فالقرعة اختارت الفريق الإسرائيلي ليواجه الفريق الفلسطيني، وهو ما يرفضه الأخير، يقول فؤاد، "جامعة بيرزيت ملتزمة في سياسة المقاطعة الأكاديمية، فطلبنا من منظمي المسابقة مراعاة ذلك وإعادة القرعة، فاشترطت موافقة الفريق الإسرائيلي الذي رفض ذلك".

يضيف فؤاد، "حسب سياسة جامعة بيرزيت، وحسب قناعاتنا الشخصية فنحن نرفض مواجهة الفريق الإسرائيلي، نحن نرفض أن نكون أداة في شرعنة المستعمر وتطبيع العلاقة معه".

فريق جامعة بيرزيت المكون من (إلياس الحيحي ويارا أبو ميزر وفؤاد مسعد وهيا عُمري، تحت إشراف المدربة هالة الشعيبي ومساعدة المدربة ميلينا أنصاري)، أجمع أن قناعته الشخصية ترفض مواجهة الفريق الإسرائيلي، فذلك لا يعني سوى منح الفلسطينين الشرعية لوجود المستعمر على أرضهم، يعلق فؤاد، "لمسنا ذلك من الفريق الإسرائيلي نفسه، فالموقف المتمثل برفضنا مواجهتنا، كان صعب عليهم أمام الفرق الثانية".

والمقاطعة الأكاديمية جزء من المقاطعة الشاملة السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية وغيرها، التي ترفض وجود المحتل بكافة مؤسساته، فالتعامل والتطبيع معه يعني منحه الشرعية لمواصلة وجوده وارتكاب جرائمه.
عدة فرق ممثلة لدول مختلفة، الكثير منهم يقاطع "اسرائيل" أكاديميا،  عبّر عن احترامه لموقف الفريق الفلسطيني، ويبين فؤاد، أن الفرق أثنت على قدرة وكفاءة فريق جامعة بيرزيت، مؤكدة أنها على ثقة بفوز الفريق الفلسطيني على الإسرائيلي، وذلك أن الأول متفوق بالنقاط بشكل مضاعف عن الثاني.

12 فريقاً من عشرة دول نافس فريق بيرزيت قبل تأهله للربع النهائي من المسابقة، تقول مدربة الفريق هالة الشعيبي لـ قدس الإخبارية، إن الفريق ومنذ آب 2016 وهو يتحضر للمسابقة، وقد سلم المرافعة المكتوبة في شباط المنصرم، وقد نافس فرق مختلفة وحصل على المرتبة التاسعة من أصل 70.

وأضافت، "رغم أننا نافسنا أفضل الجامعات بالعالم وبلغة غير لغتنا، إلا أن الفريق استطاع التميز والحصول على مستوى جيد"، مشيرة إلى أنه ورغم ذلك انسحب الفريق رافضاً اللعب أمام الفريق الإسرائيلي.

وعن أهمية التمثيل الفلسطيني في المسابقة، بينت الشعيبي أنه من الضرورة مشاركة الجامعات في مسابقات دولية على كافة الأصعدة كفرصة للطلاب للتعرف على تجارب الجامعات الأخرى، كما يعرف الجامعات الأخرى على الجامعات الفلسطينية.

إلا أن المشاركة في المسابقات القانونية الدولية، فلها أهمية خاصة، فتقول الشعيبي، "يوجد تركيز محلياً على القانون الدولي بعد انضمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية، وهذه المسابقة تعتبر صورة عن محكمة الجنايات الدولية ولكن لمستوى طلابي".

وأكدت على ضرورة إظهار الخبرة والقدرة الفلسطينية للمنافسة على المستوى الدولي، "نثبت بذلك أنه لدينا طلاب يستطيعون أن يكونوا جزءاً من شراكة دولية تتناول هذه القضايا".