اللد المحتلة - قدس الإخبارية: على جدران مسجد دهمش في اللد، بقيت دماء الشهداء معلقة تروي تفاصيل كبرى مجازر العصابات الصهيونية التي ارتكبت عام 1948.
ففي الخامس من رمضان، الموافق 10 تموز 1948، اشتدت الاشتباكات في مدينة اللد بين العصابات الصهيونية التي هاجمت المدينة، والثوار والأهالي الذين تم محاصرتهم داخلها.
لإخماد الثورة العربية التي انطلقت للتصدي لاحتلالها فلسطين، أقرت العصابات الصهيونية خطة "حملة داني" للهجوم على مدينتي اللد والرملة الواقعتين بين يافا والقدس، وذلك بقيادة يغال ألون، وإسحاق رابين نائبًا له.
تفاصيل المجزرة
أمر يغال ألون بقصف المدينة من الجو، وكانت أول مدينة تهاجم على هذا النحو، وتبع القصف هجوم مباشر على وسط المدينة تسبّب بمغادرة مقاومي جيش الإنقاذ بعد تلقهم أوامر الانسحاب من قائدهم البريطاني جلوب باشا.
وحدهم بقوا أهالي المدينة ببعض البنادق العتيقة، ليحاول رجالها الاحتماء في مسجد دهمس وسط اللد، وبعد ساعات من القتال والاشتباك المتواصل، نفذت ذخيرتهم فاستسلموا. إلا أن العصابات الصهيونية اقتحمت المسجد وأبادة كل من فيه.
العصابات الصهيونية أطلقت الرصاص على كل شخص يُشاهَد في الشارع، بالمدافع الثقيلة ثم أخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، ويفتحون نيرانهم على كل حي اعتقد أن منزله سيحميه من وحشية الاحتلال، ليستشهد 250 عربيًّا، وفقًا لتقرير قائد اللواء.
تناثرت جثث الشهداء في كل مكان، إذ بلغ عدد شهداء مجزرة مسجد دهمش 426 شهيدا، وتشير بعض الروايات تشير إلى أن عدد الشهداء الذين ارتقوا في مدينة اللد بلغ حوالي 1300 شهيد.
كدست العصابات الصهيوينة جثث الشهداء فوق بعضها أمام بوابة المقبرة وأشلعت بها النار. وفي اليوم التالي اعتقلت العصابات الناجين من المجزرة، ثم أطلقت عبر مكبرات الصوت التحذيرات النهائية لمغادرة المدينة.
كينيث بيلبي، مراسل جريدة الهيرالد تريبيون، الذي دخل اللد يوم 12 تموز، بين أن موشيه دايان قاد طابورًا من المركبات تقلّ عددًا من المسلحين بالبنادق والرشاشات من طراز ستين والمدافع الرشاشة.
مدينة اللد
أقدم مدن فلسطين، تأسست في الألف الخامس قبل الميلاد، وكانت عاصمة البلاد في عهد الرومان، تقع على بُعد 38 كم شمال غرب القدس، وتبعد نحو 16 كم جنوب شرق مدينة يافا، و5 كم شمال شرق الرملة.
وبعد الفتح الإسلامي كانت عاصمة لجند فلسطين بين (636- 715م)، ثم أصبحت العاصمة المؤقتة لـ"سليمان بن عبد الملك" الخليفة الأموي.
في عام 1917م احتلها الجيش البريطاني، وأصبحت قضاء يتبعه حوالي 40 قرية. وفي يوليو/تموز 1948م احتلها الجيش الصهيوني.
ويوجد في مدينة اللد معالم دينية وتاريخية، لعل أهمها قبر القديس جورجيوس، والكنيسة التي بُنيت عليه وأعيد بناؤها عام 1870م. وكذلك مطار اللد الذي أُنشئ عام 1937م ومحطة للسكة الحديدية وعدد من الأماكن الأثرية.