بيت لحم - خاص قدس الإخبارية: "لسنا مجرد صور تعلق على جدران الذاكرة، لسنا مجرد كلمات تشعل مهرجانات التأبين العابرة، لسنا ماض.. نحن حاضر وأمل وعمل وإرادة حرة (..)"، كلمات أرسلها الأسير رأفت جوابرة من داخل سجون الاحتلال معلنا ترشحه بانتخابات بلدية الدوحة شرق مدينة بيت لحم.
ففي شهر كانون أول القادم، سينتزع رأفت حريته بعد (15) عاما من الاعتقال، ليعود ويستأنف نشاطاته كما كان قبل اعتقاله، ولكن هذه المرة سيعود ليترأس بلدية الدوحة بعد أن فاز بانتخاباتها، يعلق رأفت في رسالته، "نحن لسنا (طخيخة) نحن مناضلون احترفنا مواجهة التحديات للدفاع عن شعبنا والنهوض بمجتمعنا، ولا تناقض بين معركة بناء مجتمعنا ومؤسساتنا ومعاركنا مع الاحتلال (..)".
أمين سر حركة فتح في بلدة الدوحة، المحامي محمد رومي بين لـ قدس الإخبارية، أن اختيار الأسير رأفت جوابرة على رأس قائمة فتح المترشحة "كتلة التحرر الوطني والبناء"، جاء بتوافق داخلي في الحركة، "تواصلنا مع رأفت وأقنعناه وقبل فكرتنا، ثم عقدنا العديد من الاجتماعات والترتيبات اللازمة، من ضمنها احضار وكالة له عن طريق محاميه".
ستة شهور فقط تفصل رأفت عن الحرية، إلا أنه ومنذ 17 نيسان يخوض معركة الإضراب عن الطعام مع الأسرى في سجون الاحتلال، ساعيا وإياهم لانتزاع مطالبهم وحقوقهم من إدارة سجون الاحتلال.
وعلى الرغم أن رأفت بعيد عن التواصل المباشر مع مجتمعه منذ 15 عاما، إلا أن حركة فتح في الدوحة أصرت على ضرورة إعادة دمجه سريعا وخاصة أنه من أبرز قياداتها النشيطة والقريبة على الشارع، "ربما يعتقد المجتمع أن الأسرى لا يستطيعون إدارة المؤسسات، وخاصة هؤلاء الذين تفرغوا خلال الانتفاضة الثانية للمقاومة ومواجهة الاحتلال، إلا أنه لدينا قرار مغاير ونرفض أن نستثني الأسرى (..) ومن كان لديه القدرة بقيادة الانتفاضة سيكون بالطبع لديه القدرة بقيادة المؤسسات الوطنية".
وأضاف، "نؤمن بشكل كبير أن الأسرى لديهم القدرة الكافية لإدارة المرحلة، ونؤمن أن الأسرى لديهم القدرة في خدمة المواطنين وإدارة المؤسسات"، لافتا إلى جوابرة يتابع عن كثف كافة التغييرات التي تجري ويهتم بمعرفة التفاصيل كما يساهم عن بعد بحل المشاكل المجتمعية التي تقع في بلدة الدوحة.
وأكد على أن باستلام رأفت رئاسة البلدية في دورتها الثانية، سيتم الالتفاف حوله والوقوف معه ومساندته، "لن ندير له ظهرنا، وسنقف معه ونساعده.
ولفت إلى أن رأفت جوابرة الذي كان يدرس في جامعة القدس المفتوحة قبل اعتقاله، يتميز بين الأسرى بثقافته الواسعة وبدقته وانتظامه، مبينا أنه حاول استئناف دراسته بالالتحاق في الجامعة العبرية إلا أن إدارة سجون الاحتلال حرمته وباقي الأسرى من استكمال دراستهم الجامعية.