ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير خاص له أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيقدم عرضا للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال لقائهما المتوقع الثلاثاء في مدينة بيت لحم ضمن جولته في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي ستبدأ بعد غد الثلاثاء.
وأوضح الموقع أن عباس خطة تتضمن تخلي السلطة الفلسطينية عن 6.5% من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، أي ما مساحته ثلاثة أضعاف ما كان معروضا في السابق.
ونقل الموقع عن مسؤول في السلطة الفلسطينية رفض الكشف عن اسمه، قوله إن هذا العرض هو تكريس لرؤية رئيس حكومة الاحتلال السابق "إيهود أولمرت" للتسوية والتي تقوم على تبادل الأراضي.
وأوضح المصدر أن السلطة الفلسطينية ستعرض رؤية جديدة مخالفة لرؤية الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، وتقوم على تبادل مساحات كبيرة من الأراضي المحتلة منذ عام 67.
وكانت رؤية أولمرت تقوم على تبادل ما مجموعه 1.9% من الأراضي، ولكن رؤية عباس اليوم تقوم على 3 أضعاف تلك المساحة.
وبحسب المصدر في فإن هذا العرض جاء لتفادي الفشل الذي جرى في محادثات عام 2008 بسبب رفض الوفد الفلسطيني المشارك فيها الموافقة على تبادل تلك النسبة من الأراضي الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد كان أولمرت قد عرض تعويض الفلسطينيين بأراض إسرائيلية تعادل ما مساحته 5.8 بالمائة من أراضي الضفة الغربية بالإضافة إلى طريق يربط الضفة بقطاع غزة الذي كان من المفروض أن يشكل جزءا آخر من الدولة الفلسطينية. وتضمن العرض الذي رفضه الفلسطينيون آنذاك وضع المدينة القديمة في القدس تحت السيطرة الدولية.
إلا أن القدس لا يرد ذكرها هذه المرة في العرض الذي ينوي عباس طرحه في محادثاته مع ترامب خلال زيارته إلى الضفة الغربية، حسبما صرح به لموقع "ميدل إيست آي" المسؤول الفلسطيني المقرب من منظمة التحرير الفلسطينية.
يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية -التي احتلتها إسرائيل إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967- عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة، إلا أن إسرائيل، التي ما لبثت بعد ذلك أن ضمت القدس الشرقية، أعلنت بشكل أحادي منذ عام 1980 أن القدس "الموحدة" هي عاصمتها، ولكن لم يعترف المجتمع الدولي بأي من الخطوات التي اتخذتها إسرائيل في هذا المجال.
ويعتقد كثير من المراقبين أن ترامب يضع على رأس سلم أولويات برنامج عمل زيارته إلى المنطقة هو تشكيل ائتلاف عربي للمساعدة في تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" وجيرانها، وليس التوصل إلى تسوية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يقول المسؤول الفلسطيني: "لقد جاء ترامب بخطة تتعلق بالمنطقة بأسرها الهدف منها هو تطبيع العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جهة وبين الإسرائيليين وبقية العرب من جهة أخرى. إن الهدف الرئيسي من الزيارة هو تشكيل ائتلاف عربي تقوده المملكة العربية السعودية لمحاربة إيران وسوريا وحزب الله".
وبحسب ما ورد في تقارير نشرت الأسبوع الماضي، تقدم عدد من دول الخليج بعروض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فيما لو اتخذت الأخيرة خطوات من شأنها استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.
ويضيف المسؤول الفلسطيني أن "عباس يخوض معركة خاسرة، وكل ما نأمله هو ألا يلتزم بشيء أمام ترامب".