غزة - خاص قدس الإخبارية: يعقدون أمالًا كبيرة لتأدية مناسك العمرة خلال شهر رمضان هذا العام، إنهم العشرات من أبناء قطاع غزة والمسجلين لدى شركات الحج والعمرة في القطاع، يتمنون أن تحقق لهم الأيام القادمة أمنية بسيطة تكفلها كافة الشرائع، وهي زيارة بيت الله الحرام، إلا أن شريعة الحصار وحدها في العالم لا تكفل حرية العبادة.
تدهور الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء، هي الحجة الدائمة التي تفرض على أهالي القطاع أن يبقوا داخل سجنهم الكبير، منفصلين عن العالم، ومحرومين من حاجات إنسانية كثيرة، ليس أخرها السفر.
وتعتبر أوضاع سيناء الأمنية العائق والمشكلة الكبيرة منذ سنوات، هي السد المنيع الذي تغلق به السلطات المصرية معبر رفح البري، أمام حركة المسافرين والمعتمرين من القطاع، في ظل تجاهل النظر لتلك الفئة بعد العديد من المناشدات والاتصالات التي تبذل من قبل الجهات المسئولة عن ذلك.
أمال مرتقبة
عمر قرموط ينتظر السفر لتأدية مناسك العمرة منذ عام ونصف، يقول في حديثه لـ قدس الإخبارية: أنتظر من سنوات عودة تسيير رحلات العمرة لأهالي قطاع غزة بعد أن توقفت لدواعٍ أمنية من قبل السلطات المصرية من خلال إغلاق معبر رفح البرى أمام حركة التنقل.
ويستهجن قرموط استمرار إغلاق معبر رفح البري في وجه المعتمرين الذين لا يمثلون أي خطر في تنقلهم، ورغم كل الوعودات والآمال التي وصفها بالفاشلة التي يتم تلقيها كل يوم عبر تصريحات وسائل الإعلام.
"أتمنى زيارة الكعبة المشرفة والصلاة في بيت الله الحرام، وقد فعلت المستحيل لأجمع ثمن العمرة والسلطات المصرية لا زالت تقف في وجهنا وتغلق المنفذ الوحيد لنا نحو العالم"، يضيف قرموط لـ قدس الإخبارية.
ودعا قرموط وزارة الأوقاف أن تبذل أقصى جهدها للوصول إلى حلول جذرية مع الجانب المصري لاستئناف رحلات العمرة مجددا، فكثيرون من أمثاله ينتظرون بفارغ الصبر عودة رحلات العمرة كحال باقي مسلمي العالم وطالب.
خسائر فادحة من جهته بين مدير شركة "جبل النور" للحجة والعمرة جهاد الحمامى، أن فشل موسم العمرة للعام الثالث على التوالي أدى إلى تكبد الشركة خسائر كبيرة خصوصاً في ظل عدم معرفة مصير موسم العمرة منذ عدة سنوات بسبب منع السلطات المصرية تسيير الرحلات لحجج أمنية وتدهور الأوضاع في منطقة محيط معبر رفح البرى.
وأوضح الحمامي لـ قدس الإخبارية، أن استمرار إغلاق المعبر أمام رحلات العمرة كبد الشركة وعشرات الشركات الأخرى، مبالغًا مالية باهظة، مشيرًا إلى وجود قرابة 1500 مواطن مسجل لدى الشركة منذ سنوات، عدا الذين انسحبوا لغياب الأمل.
وبين الحمامى أن الشركة لم تستقبل أي طلبات جديدة لتسجيل المواطنين لحين وضوح الأمور والبدء بسفر المعتمرين العالقين، وسماح السلطات المصرية بتنظيم الرحلات مجددا وذلك لتفادى الخسائر الباهظة التي تعرضت لها العديد من شركات الحج والعمرة في قطاع غزة خلال السنوات الماضية.
وناشد الحمامي كافة الجهات المعنية والمختصة للعمل بكل ضمير، من أجل المساعدة في عودة رحلات العمرة، مبيناً أن إدارة الشركة تتلقى اتصالات يومياً من قبل المواطنين المتشوقين لأداء العمرة لمعرفة أخر المستجدات حول رحلات العمرة .
من جانبه، حذر رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور، من أن الشركات المنتشرة في قطاع غزة، باتت مهددة بإغلاق مكاتبها نظرًا لفشل التوصل لحلول مع الجانب المصري حول آلية تسيير رحلات العمرة منذ سنوات.
وأوضح خلال حديثه لـ قدس الإخبارية، أن هذه الفترة من كل عام كانت تضج بخروج آلاف المعتمرين إلى الديار الحجازية تزامنًا مع شهر رمضان، لما في هذا الشهر من أجر مضاعف، الأمر الذي كان يجعل الشركات تحظى بفترة إنتعاش اقتصادي نظراً لتزايد إقبال المواطنين للتسجيل ولكن الفشل المتواصل والمتكرر، أدى إلى خسائر بلغت أكثر من مليون دولار تعرضت لها قرابة 78 شركة منتشرة في القطاع خلال السنوات الماضية.
وأشار أبو مذكور، أنه رغم كل الاتصالات والجهود المبذولة سواء من الجهات المختصة بغزة أو الضفة لم يطرأ أي جديد يذكر بخصوص سفر معتمري قطاع غزة إلى السعودية عبر معبر رفح البري، ولغاية الآن لم يبلغ أصحاب الشركات بأي معلومات جديدة أو جدية بخصوص فتح المعبر أمام آلاف المعتمرين.
حلول غائبة
في ذات السياق، أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف إدعيس"أن وزارته لم تتلق رداً بالسلب أو بالإيجاب من السلطات المصرية بخصوص فتح معبر رفح البري أمام معتمري قطاع غزة لهذا العام، ولا يوجد جديد لدى الوزارة بخصوص سفر المعتمرين في قطاع غزة في الوقت الحالي".
وقال إدعيس خلال تصريح له "إنه لم يطرأ أي جديد بخصوص سفر معتمري غزة، عبر معبر رفح البري، ولا معلومات جديدة خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها سيناء وحالة الطوارئ التي أعلنت عنها السلطات المصرية مؤخراً".
وأضاف، الأزمة لا زالت تراوح مكانها ولا جديد في هذا الشأن، لافتاً إلى أن الأوقاف ستواصل جهودها، وتتواصل مع السلطات المصرية، لتمكين المعتمرين الغزيين من السفر إلى المملكة العربية السعودية.