حيفا المحتلة - خاص قدس الإخبارية: بعد 69 عاما على احتلالها وارتكاب أكبر المجازر فيها، تحررت الطنطورة ورفعت الأعلام الفلسطينية عليها، بعد أن تم إخلائها بشكل كامل من المستوطنين.
ليس خيال، وإنما هو حقيقة ما جرى الجمعة الموافق ١٩ أيار، فالاحتلال حذر المستوطنين من التواجد على شاطئ الطنطورة جنوب حيفا، وطلب منهم إخلاء الشاطئ طيلة اليوم وعدم التوجه إلى المنطقة، فمئات الفلسطينيين سيعودون إلى الطنطورة المحتلة.
فمنذ ثلاث سنوات، يواظب فلسطينو الداخل المحتل على العودة إلى قرية الطنطورة في ذكرى ارتكاب جيش الاحتلال المجزرة التي ارتقى فيها 230 فلسطينيا من أهالي القرية.
ففي 22 أيار، وبعد أيام من إعلان قيام كيان الاحتلال، واعتراف عدد من الدول فيه كدولة "إسرائيل"، ارتكب جيش الاحتلال مذبحة داخل قرية الطنطورة، إذ أجبر الأهالي حفر قبورهم بأيديهم، ثم من الذين تبقوا أحياء دفن أبنائهم وأقاربهم الذين أطلقت النيران عليهم أمام أعينهم.
جهاد أبو ريا من مؤسسة فلسطينيات قال لـ
قدس الإخبارية، إن الفعالية هذا العام انطلقت بمسيرة من المكان الذي أعدم ودفن فيه 230 فلسطينيا من أهالي القرية وصولا إلى المنزل الوحيد المتبقي في الطنطورة، "رفعنا أسماء الشهداء، وأكدنا على قضية الأسرى ورفعنا صورهم وهتفنا لهم، فاستغلت الفعالية أيضا لمساندة الأسرى ودعمهم".
وبين أبو ريا أن الكثير من أهالي الطنطورة الذين يسكنون اليوم في قرية الفرديس حضروا وشاركوا في الفعالية التي تخللها إقامة مهرجانا على شاطئ القرية تضمن فقرات غنائية عن الشهداء، إضافة لكلمة مسجلة للباحث المختص بقضايا النكبة سلمان أبو ستة، وكلمات أخرى لعائلات الطنطورة الذين رحبوا بالحضور وتحدثوا لهم عن المجزرة وتفاصيل تهجيرهم عن قريتهم.
وأضاف أنه تم إقامة معرض رسومات لـ (25) فنانا فلسطينيا بعثوا لوحاتهم تكريما لقرية الطنطورة، إضافة لصور الطنطورة والقرى المحتلة عام ١٩٤٨ قبل احتلالها، "كان تواجد فلسطيني كثيف داخل القرية، شعرنا أن الطنطورة تتحرر، فهذه الفعالية كان نوع من ممارسة العودة".
وعن الاهتمام الخاص في الطنطورة، أوضح أبو ريا أن مجزرة الطنطورة لم تكن أكبر مجزرة يرتكبها الاحتلال، ولكنها كانت من أقساها وأبشعها، "أجبروا شباب الطنطورة على حفر قبورهم ثم أطلقوا الرصاص عليهم، وبعد ذلك أجبروا عائلاتهم على دفنهم (..) وعلى الرغم من بشاعة المجزرة إلا أنها كانت منسية ولا يوجد اهتمام بتوثيقها".
الاحتلال وبعد ارتكاب مجزرته في الطنطورة هدمها بشكل كامل وأخفى معالمها، ولم يتبق بها إلا منزل لعائلة يحيى ومقام البجيرمة والمدرسة، ويوضح أبو ريا أن الاحتلال فيما بعد جرف قبور شهداء مجزرة الطنطورة وألقاها في البحر وأقام مكانها موقف للمركبات.
قوات الاحتلال دفعت بتعزيزاتها إلى الطنطورة، وقد حاولت محاصرة الفعالية واستفزاز المشاركين بهدف فضها، "كانت أعداد شرطة الاحتلال التي تواجدت في المحيط كبيرة جدا وهو ما لم يكن في العاميين الماضيين، وقد حاولت استفزاز المشاركين".
وبين أنه رغم التواجد الكبير لقوات الاحتلال إلا أن تواجد المستوطنين انعدم تقريبا، إذ أبلغ الاحتلال المستوطنين بعدم التواجد على شاطئ القرية، "بالعادة يكون على الشاطئ آلاف المستوطنين، فهذا مدنا بشعور أن الطنطورة تحررت ولو ليوم واحد".