فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: أقدمت سلطات الاحتلال على استخدام أسلوبٍ جديد، للتأثير على معنويات الأسرى المضربين عن الطعام، حيث قام أحد ضباط شاباك الاحتلال، بعرض مقطع فيديو للأسير مروان البرغوتي يوحى من خلالها بأنّه يتناول الطعام على الأسرى المضربين، وذلك خلال عرضهم على المحاكم.
من ناحيتها، قالت فدوى البرغوثي، زوجة القيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، إن سلطات الاحتلال استخدمت أسلوباً دنيئا وقذراً بنشر فيديو ملفق لزوجها، الذي يقبع في سجن "الجلمة" معزولاً بسبب قيادته للإضراب عن الطعام الذي يخوضه أكثر مئات الأسرى في سجون الاحتلال.
وأوضحت البرغوثي في تصريحاتٍ لها، أن زوجها اعتقل لأكثر من 15 عاماً، قضى منها ما مجموعه 3 سنوات في العزل بسبب تصريحات ومواقف، ما يعني أنه لا يمكن أن يقع في فخ في مثل هذا، الذي لا يعدو عن كونه تزييفًا للحقائق، مؤكدة أن نشر الفيديو ما هو إلا مؤشر على هزيمة الاحتلال في معركة الأمعاء الخاوية، ودليل ضعف أمام الإرادة والعزيمة التي يخوض بها الأسرى الإضراب.
وأضافت، "منع الاحتلال مروان وبقية الأسرى المضربين عن الطعام من لقاء المحامين خلال فترة الإضراب الذي بدأ في السابع عشر من نيسان الماضي. الاحتلال وكأنه يخفي شيئاً لا يريد لأحد إن يطلع عليه، والا لماذا يمنع الأسرى من الظهور والتواصل مع العالم الخارجي أو لقاء المحامين؟".
أنصار البرغوثي يؤكدون الفبركة
تصريحات لأقارب وأنصار البرغوثي أكدت عدم تصديقهم للفيديو الذي نشرته سلطات الاحتلال للبرغوثي وهو يتناول طعامه خلال الإضراب، وذلك خلال لقاءات لتقرير أجرته القناة الثانية الإسرائيلية.
من ناحيته قال شقيقه مقبل البرغوثي، ليس لدينا أدنى شك بكذب الفيديو ولا نؤمن بمصداقيته أبدًا، لأننا عشنا تجارب مسبقة مع إدارة السجون و"الشاباك".
كما قال نجله شرف البرغوثي، إن والده مروان كتب سابقًا عن الموضوع في ألف يوم بزنزانة العزل في 2004، وكان قد حذر زوجته فدوى في زيارات سابقة من ممارسة الاحتلال للكذب والفبركات وممارسة الخداع والاشاعات".
أما نادي الأسير، فقال في مقابلة للقناة الثانية، إن الاحتلال لا يهمه المخاطرة بمصداقيته أمام الفلسطينيين، لأنه يمارس الكذب لأهدافٍ يريدها، موضحًا أن الإضراب قرار شخصي يخوضه الأسرى بغض النظر عن عدد الأسرى المشاركين، لأن حياة الانسان أهم شيء في العالم".
كما قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، في بيان اليوم الاثنين، إن نشر الفيديو الملفق لم يشكل أي مفاجأة، إذ كان من المتوقع أن تمارس السلطات الإسرائيلية الأكاذيب والتضليل في هذه المرحلة الحساسة من الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال.
وأكد أن من قام بتوزيع الفيديو والقنوات الإعلامية التي تعاطت معه تمثل فقط أجهزة إسرائيل العسكرية، وهي ذراع للمستوى السياسي الذي يقود المعركة ضد الأسرى وإضرابهم، متحديًا سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لأي محامٍ ولو كان إسرائيلياً، أو مندوباً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو حتى طبيباً بالتوجه إلى البرغوثي في عزله لإثبات أنه أوقف إضرابه عن الطعام كما يزعم الفيديو الذي نشر.
وأضاف، "الإضراب دخل مرحلة حاسمة، وإسرائيل تتخبط والفيديو دليل ذلك، وحالة الاضطراب التي تعيشها إسرائيل هو مؤشر على أن المضربين عن الطعام اقتربوا من مرحلة النصر"، مشددًا على أن حياة أكثر من 1500 أسير باتت في مرحلة الخطر، الأمر الذي يحتم إعلان حالة الطوارئ على المستوى السياسي الفلسطيني والصعيد الشعبي لنصرة الأسرى وحقناً لدمائهم.
معركة الأسرى والاحتلال
وقال مركز أسرى فلسطين للدراسات عن أسرى في سجن النقب بان عدد من زملائهم المضربين الذين عرضوا على المحاكم خلال اليومين الماضيين أكدوا بأن ضباط من جهاز الشاباك الإسرائيلي التقى بهم وحاول التأثير على معنوياتهم ودعاهم إلى وقف الاضراب أسوه بمسؤول الاضراب "البرغوتى" وعرض عليهم صور مبركة له وهو يتناول طعامًا وقالوا لهم بأن مروان خلكم وترككم جوعى بينما هو يتناول الطعام.
وأوضح، أن الاحتلال لم يترك خياراً إلا ولجأ إليه من أجل وقف إضراب الأسرى أو على الأقل إضعافه لتخفيض سقف مطالب الأسرى الانسانية التي عرضوها على الإدارة قبل الدخول في الاضراب بشكل فعلي، بما في ذلك إطلاق الشائعات ونشر الأكاذيب عبر وسائل الاعلام، إضافة إلى الإجراءات العقابية القاسية الأخرى التي لا زال حتى اللحظة ينفذها بحق الأسرى.
وأشار إلى أن هذا الإجراء بعرض صور "مروان" على الأسرى المضربين جاء بعد تصريحات وزير أمن الاحتلال "جلعاد اردان" بأنه غير متأكد من كون الفيديو الذى عرض لـ "مروان " سوف يكون “نقطة تحول لكسر الإضراب، معللا ذلك بأن الأسرى المضربين، لم يشاهدوا كونهم معزولين عن العالم الخارجي " لذلك قام ضباط الشاباك بعرض هذه الصور على الأسرى المضربين خلال عرضهم على المحاكم للتأثير على معنوياتهم".
وأوضح أن الاحتلال سخر كل إمكانياته الأمنية والطبية والاعلامية وحتى التشريعية لمواجهة الإضراب ومحاريته وكسره، وللتأكد من عدم تحقيق الاسرى لمطالبهم العادلة، ورغم ذلك لم تفلح كل تلك الوسائل في إضعاف الأسرى أو كسر إرادتهم، ولا زالت معنوياتهم عالية ومصممون على الاستمرار حتى النصر في هذه المعركة.