شبكة قدس الإخبارية

"رايتس ووتش": ما مصير الإسرائيليَيْن المحتجزين لدى حماس بغزّة؟

هيئة التحرير

غزّة- قُدس الإخبارية: قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن حركة حماس وجناحها العسكري، تواصل احتجاز شابين إسرائيليَين وصفتهما بأهما يعانيان إضرابًا وأوضاعًا نفسية صعبة.

وذكرت المنظمة في تقرير لها أمس الثلاثاء، أن "أفيرا مانغستو" وهشام السيد كانا قد عبرا من "إسرائيل" إلى قطاع غزة بشكل منفصل في عامي 2014 و2015، كما اعترفت سلطات حماس، بشكل غير مباشر، باحتجاز الرجلين في تصريحات إعلامية، لكنها قالت إنها لن تفصح عن أي شيء متعلق بهما – أو تأكيد احتجازهما – حتى تًحرر "إسرائيل" الأسرى في سجونها بالمقابل.

وزعم التحقيق الذي أجرته "هيومن رايتس ووتش" إلى أن الرجلين لم يكونا مقاتلين أو تابعين لحكومة الاحتلال عند دخولهم غزة، وفقًا لأقوال عائلاتهم في هذا الشأن، حيث أجرت مقابلات مع عائلات وأصدقاء الرجلين ومع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، وزارت بيوت الرجال وأحيائهما، واستعرضت وثائق طبية وعسكرية رسمية."

أفيرا مانغستو

ونقلت المنظمة، عن ممثل لحكومة الاحتلال الاسرائيلي مطّلع على القضية، "فقد صورت كاميرات دخول مانغستو (30 عامًا)، وهو إسرائيلي يهودي من أصل إثيوبيّ، عاش في مدينة عسقلان الساحلية، إلى غزة متجاوزًا سياجا من الأسلاك الشائكة قرب الشاطئ في 7 سبتمبر/أيلول 2014، وفق قوله.

كما أطلعت سلطات الاحتلال هيومن رايتس ووتش على الوثائق التقنية المتعلقة بعبور مانغستو، وشاهد أفراد الأسرة نفس المادة وأكدوا أنها تظهر مانغستو.

وزعم المسؤول الإسرائيلي، أن معدات تكنولوجية قدمت دليلًا على مرور السيّد (29 عامًا)، وهو فلسطيني بدويّ الأصل من إسرائيل وعاش في بلدة الحورة في صحراء النقب، عبر الحدود مع غزة من جهة الشرق في 20 أبريل/ نيسان 2015.

هشام السيد

وبحسب "هيومن رايتس ووتش" فانه "لم يسمع أي خبر عنهما"، ولفتت إلى أن "لهما سوابق في السير بعيدًا على الأقدام، ومنها تجاوز الحدود دون تصريح، منذ دخولهما غزة"، مضيفة في تسجيل فيديو مع عائلتي "مانغستو" والسيد بأنهما "لم يكونا مقاتلَيْن عند دخولهما القطاع، ولا يوجد أي مبرر لاحتجازهما بمعزل عن العالم الخارجي".

وأشارت إلى أن يبدو أنه يشتبه بوجود إسرائيلي ثالث يُدعى جمعة أبو غنيمة (20 عاما)، عبر من "إسرائيل" إلى غزة في يوليو/تموز 2016. قالت عائلته لـ هيومن رايتس ووتش إنهم قلقون بشأن صحته النفسية وأنه دخل غزة أثناء رعيه للأغنام قرب الحدود. إلا أن هيومن رايتس ووتش لم تستطع تأكيد روايتهم أو خبر احتجازه أو حالته بشكل مستقل.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن السلطات الإسرائيلية تفتقر إلى أدلة على أنه "مفقود ومحتجز ضد إرادته"، ولم يرد الجيش الاسرائيلي على طلب معلومات عنه. أثارت هيومن رايتس ووتش محنته مع غازي حمد، وكيل وزارة خارجية حماس آنذاك، فقال: "أنا لا أعلم باحتجاز إسرائيلي ثالث". قال أفراد عائلة أبو غنيمة لـ هيومن رايتس ووتش إنهم لم يسمعوا منه منذ اختفائه.

من جهة أخرى، فان القيادي في حركة حماس محمود الزهار، رفض الاعتراف باحتجاز مانغستو والسيد في اجتماع مع هيومن رايتس ووتش في سبتمبر/أيلول 2016، لكنه قال إنه "لا يوجد مدنيون في "إسرائيل" لأنهم جميعًا يخدمون الجيش، وأن "الإسرائيليين الذين يدخلون غزة هم جواسيس".

وبحسب هيومن رايتس، فقالت إن البحث الذي أجرته أثار شكوكًا قوية بشأن هذه الادعاءات، فقد أشارت الوثائق التي راجعتها هيومن رايتس ووتش إلى أن لجنة طبية تابعة للجيش الإسرائيلي خلصت في مارس/آذار 2013 إلى أن مانغستو "غير مؤهل للخدمة [العسكرية]"، وأعفته من التجنيد الإلزامي.كما أشارت أيضًا إلى أن السيد تطوع للخدمة العسكرية في أغسطس/آب 2008، ولكنه فصل بعد أقل من 3 أشهر حينما صنفه الجيش "غير ملائم للخدمة"، وهو ليس جزءًا من قوات الاحتياط.

يذكر أنه في نهاية مارس 2016، عرضت كتائب القسام صور أربعة جنود إسرائيليين يعتقد أنهم أسرى لديها، وأكدت أنها لن تكشف أي معلومات عنهم من دون مقابل.

حيث ظهر المتحدث باسم القسام أبو عبيدة إلى جواره صور الجنود الأربعة، بينها صورتان للجنديين شاؤول آرون، وهدار غولدن اللذين فقدا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014، و"مانغستو" والسيد اللذين فقدا بوقت لاحق، مشددًا على أن كتائب القسام لن تقدم معلوماتٍ حول هؤلاء الجنود الأربعة دون ثمن.

وفي يوليو 2015 سمحت الرقابة العسكرية للاحتلال بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي "أبراهام منغستو" من ذوي الأصول الأثيوبية بقطاع غزة قبل 10 أشهر (سبتمبر 2014) بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع، وهو الأمر الذي لم تتعاطى معه حماس مطلقًا.

وفي نفس الشهر أيضًا، طلب نتنياهو تدخلاً دوليًا لدى حركة "حماس" فيما يخص قضية الإسرائيليين المفقودين بغزة، وقال إن، "إسرائيل تنتظر من الأسرة الدولية أن تحث حماس على إعادة المواطنين".