في هذه الأيام نعيش حالة من الإضراب المفتوح عن الطعام داخل سجون الإحتلال، يخوضها الأسرى الفلسطينيون. هذا الإضراب الذي يمثل حالة الوحدة الوطنية بين كافة أطياف الشعب الفلسطينية في نضاله ضد الإحتلال، هو أحد أهم أشكال المقاومة المتبقية وربما أخرها أيضاً، حيث لم يجتمع الشعب الفلسطيني على شكل من أشكال المقاومة منذ 20 عاماً إلا على الأسرى.
إضراب الأسرى وفي معظم حالاته يكون لمطالب تحسين ظروف الحياة والإعتقال، هنا جاء الإضراب الحاسم ليبدأ تزامناً مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني (17/4/2017) بمشاركة أكثر من 1500 أسير وسيزداد عددهم تدريجياً.
حالة التضامن التي أبداها الأسرى فيما بينهم كان لها الدور الكبير في رفع معنوياتهم ودخولهم بالإضراب بقوة وهمة عالية. أيضًا مطالبهم العادلة المتمثلة بأبسط حقوق الحياة، والتي كان الأسرى أنجزوها في إضرابات سابقة، لكن إدارة السجون تنصلت من الإتفاقيات مع الأسرى.
إن حالات الإضراب تنتصر دائماً بعد فترات طويلة أي بعد الوصول لليوم الـ20 ، او عند إرتقاء أحد الأسرى شهيداً. لكن الإضراب للأسرى يفشل بكل سهولة، عندما لا يرى الإحتلال تفاعلاً شعبياً مع الأسرى وعدم وجود ضغط على قضيتهم، يقوم بتهميش الأسرى حتى أن يتم إفشال الإضراب، أي أن قرار نجاح الإضراب من عدمه مربوط بالأسرى وبالشعب في الخارج.
ما نراه اليوم من حالة تخاذل تجاه الأسرى هي الحالة التي يريد الإحتلال أن نصل لها، هنالك الكثير من الدعوات للتضامن مع الأسرى، لكن ومع الآسف "لقد أسمعت لو ناديتَ حياً لكن لا حياة لمن تنادي"، لا يوجد أي زخم شعبي في التعامل مع قضية الأسرى التي تعتبر مركزية وخاصة أن قيادات الحركة الأسيرة "مروان البرغوثي ، عبدالله البرغوثي وأحمد سعدات" يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام ويقودونه.
إذا ما تبقى الحال هكذا، ستعاد كارثة عام 2004، عندما قام الأسرى بالإضراب لمدة تزيد عن 18، وبعدها فشل الإضراب وسادت حالة من البؤس نفوس الأسرى ولم يتم تحقيق أي شيء، كل هذه الأمور نحققها نحن بوحدتنا وبِتضامنا وخروجنا معهم، وليس بالتخاذل ودعم الإحتلال والتهاون في طرح قضية الأسرى، فكل منا لديه في عائلته إما الشهيد أو الأسير.
في النهاية، إن قضية الأسرى هي أخر ما تبقى من قضيتنا، لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي تجاههم، اذا ماتت قضية الأسرى فسلامٌ على قضيتنا، وسلامٌ على شعبنا المناضل، وعلى كافة نضالنا، لا نريد فقط أن نسمع البعض يتكلم عن المقاومة ويذهب ليشتري المنتجات الإسرائيلية ويقوم بالتخاذل بدعم الأسرى.
للمقاومة أشكال ودعم الأسرى من أشكال المقاومة، لنبقى نحن الدرع الحصين للأسرى والقضية، ولنبقي على حياة قضيتنا ما دمنا نحن أصحاب الوطن وأصحاب الحق، وإن -لا سمح الله- فشل الإضراب فالشعب المتخاذل يتحمل كافة المسؤولية بقتل أخر مِلح القضية.
يا دامي العينين والكفيين إن الليل زائلُ، لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل