شبكة قدس الإخبارية

الأسير كريم يونس.. أيقونة الإضراب والصمود

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: لا يزال الأسير كريم يونس (58 عاما) يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أكثر من 35 عاما، يكافح ويصطف مع إخوانه الأسرى في كل مراحل نضالهم في وجه السجان الإسرائيلي حتى أصبح أيقونه الصبر والصمود على مر السنين السابقة.

ويعتبر الأسير يونس، صاحب أطول فترة يمضيها أسير في التاريخ، وقد شارك في أكثر من 25 إضرابا عن الطعام مؤازرا رفاقه الأسرى، ويقول إنه لم يعد هناك متسع للانتظار والصبر أمام ما يجري بحق الأسرى على يد سلطات الاحتلال، فكل دقيقة من حياته داخل السجن تحولت إلى شرارة اشتعلت الآن في الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي أطلقه الأسرى منذ السابع عشر من نيسان الجاري.

يقول عميد الأسرى كريم يونس إنه "لا شيء نخسره، فالحياة أغلقتها حكومة الاحتلال داخل المعسكرات وخلف القضبان، أو في جوف الظلمات السوداء".

وقرر الأسير يونس المعزول الآن في زنازين سجن الجلمة، برفقة الأسير القائد مروان البرغوثي، أن ينفض عن جسده وذاكرته سنوات القسوة والذل والمهانة التي يتعرض له الأسرى بالسجون، والانخراط في إضراب عن الطعام حتى الرمق الأخير، ليتحقق له وللأسرى ما يصبون إليه من حرية.

ويضيف الأسير يونس في تصريح نقلته عنه هيئة شؤون الأسرى والمحررين: "لقد قاتلنا وضحينا من أجل حق تقرير المصير، من أجل بلدنا وكرامتنا وسنبقى نقاتل من جوف زنازيننا وما بقي لنا من العمر".

وتابع: "السجن لم يسيطر علينا، والسجان الذي يقيد أيادينا تحول إلى سجين في حياتنا، وهكذا سنحول الاحتلال إلى سجين تحت وقع مقاومتنا وإصرارنا على الحرية، سيبقى مستنفرا ومشغولا وقلقا ما دام يمارس دور السجين بحق الشعب الفلسطيني".

وأسس الأسير يونس بوعيه وريادته وفكره المؤسسة الاعتقالية الصلبة التي حققت الإنجازات، وانتزعت الحقوق وأسقطت مخططات وسياسيات الإذلال والطمس الثقافي والإنساني الذي مارسته سلطات الاحتلال بحق الأسرى منذ البدايات، والآن يقول: لا عودة إلى الوراء.

وكان يونس قد قاوم بصموده وجلده حكما سابقا بالإعدام بعد اعتقاله، وظل في بدلته الحمراء عدة شهور يترقب حبل المشنقة، وبعد استبدال الإعدام بالمؤبد، خرج من الموت الفعلي إلى الموت البطيء على مدار هذه السنوات الطويلة داخل السجون، مشحونا بأحلامه وإرادته العظيمة، متيقنا أن يوما سيأتي ليرى حريته وحرية شعبه، ويرى أمه العجوز المريضة، ويرى أهل بلدته عارة وأصدقاءه القدامى ومن ظل منهم من الأحياء ويرى الكرمل يطل على بحر ذكرياته يعانق السماء.

واعتقل الاحتلال الأسير يونس في 6/1/1983، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي إسرائيلي، حيث أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكمها على الأسير في بداية اعتقاله "بالإعدام شنقاً" بدعوى "خيانة المواطنة"، وتم بالفعل إلباسه الزي الأحمر المخصص للإعدام حين حضر ذووه لزيارته بعد الحكم، وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال وأصدرت حكماً بتخفيض الحكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وحددته قبل عدة سنوات فقط بـ 40 عاماً.