في السبعينات، قامت الثورة الفلسطينية بخطف طائرات والمفاوضة عليها، اعتقد أن ركابها لم يشاركوا في احتلال فلسطين، ولكنهم تحملوا وزر حكوماتهم، أنا متأكد أنهم كانوا على عجلة من أمرهم، ولكننا أيضاً كفلسطينيين نعاني ولا أحد يكترث بنا، كان كل الفلسطينيين فرحين بهذه العمليات.
في أولمبياد ميونيخ، أخرّنا العالم كله من أجل قضيتنا.. بيروت أصبحت رماداً من أجل قضيتنا، طوال سنين الانتفاضة الأولى ونحن نغلق الطرقات من أجل قضيتنا.. هذا الأسلوب رقم واحد في الثورات! قبل أشهر أغلقنا شارع رقم 6 من أجل الشهيد أبو القيعان، كان الجميع يحتفل بهذا الانجاز، اليوم تعلوا أصوات غاضبة على إغلاق شباب مخيم قلنديا طريق رام الله من أجل أسرانا المضربين عن الطعام!! لا فرنسيين هنا ولا ألمان ولا إيطاليين .. جميعهم فلسطينيون، الأسرى ومغلقو الطريق والمحتجون! لماذا إذاً خطفنا الطائرات وأخرّنا خلق الله وشعوب الارض؟! لا أحد بريء هنا.. اللهم إلا بضعة عشرات كانوا يناصرون قضايا الأسرى، نعرفهم بالوجوه، ولا أعتقد أنهم منزعجون، لو أنكم نزلتم إلى الشوارع لإنقاذ أسير مضرب عن الطعام، لما اضطررتموهم لاحتجازكم في الشوارع، لو أنكم أكترثتم لتضحياتهم ومعاناة أمهاتهم لما اضطروا للاضراب لأشهر بدل أيام كما كان يحدث سابقاً. صار الاسير يستنجد بالصليب الأحمر بدل أن يستنجد بنا، صرنا نعد الإضراب بالاشهر بدل الأيام، كلما غضبت من الاغلاق، انظر في المرآة وقل: لقد قصرت بحقهم، بستاهل! وكلنا يعرف أنه لولا هذا الفعل لما سمع معظمكم بالأسرى ولا بإضرابهم ولا معاناتهم، إذاً الأسلوب نجح، ولو أنكم نزلتم بالآلاف إلى الشوارع، أؤكد لكم أنهم لن يغلقوا الطريق ثانيةً! ولكننا نتذمر ونتذمر وكأن الحق معنا!! مع أننا كلنا نعلم أيها المحتج، لو إن ابنك رفض الأكل لثلاثة أيام فقط، لأغلقت جميع طرق الارض! عتبي الوحيد على شباب المخيم أن في الامر بعضٌ من المناطقية والعشائرية، وكم تمنيت لو أنهم فعلوها لكل الاسرى.. "بعدين ليه مستعجلين؟؟ ماهو اقتصاد مسخ وموظفينه بشربوا نسكافيه أكتر ما بشتغلوا! رح تتأخروا عالنسكافيه؟ أول ما توصل اعمل كاسة جديدة وبرجع الكل بلتم عادي.. ما احنا كلنا كنا موظفين برام الله وفاهمين الطابق! ما حدا رح يقطع راسك إذا تأخرت.. حط اغاني وطنية عالعالي وخليك بالشارع.. هيك قمت بواجبك تجاه الاسرى المضربين بوقت الدوام ومع راتب كمان.. وخلي أصحاب الشركات المتضررة تضغط على القيادة تتحرك بالعالم عشانهم!". واذا مدير البنك سألك ليش متأخر عالدوام، قله: الثورة اللي رجعتك عالبلد، وفتحتلك بنك، مسكرة الشارع..