شبكة قدس الإخبارية

لن أتبع باسل الأعرج!!

ثائر نصار

باسل الأعرج لم يجمعنا الميدان سوى مختلفين .. في مظاهرات آذار انت ثوري حد التعصب ونحن عقلانيون حد الإنكفاء .. أنت اخترت الميدان في كل اجتهاداتك ونحن بحثنا عن طاولة مستديرة لننظر للاجتهاد الأوحد: "يجب الهدوء فالمصلحة الوطنية العليا تحتم الهدوء الآن الآن وحتى غدا" .. وعندما اخترت خيار المواجهة وجنحت نحو الخارج تبحث عن سند ونصير.. نظَّرنا عليك في كتاباتنا بأن الخارج يريد خلط أوراقنا حتى ننهار غير محصنيين .. اختلفت معك دوما في منهجك وطريقك .. وحللت دوما بأنك فعلا أحمق او لا سمح الله صاحب أجندة منحرفة.

لم ألتق بك منذ ودعت مقاومتنا السلمية الكلاسيكية .. سنوات طويلة لم أرك بها ولكن كنت أسمع دوما بك وعليك عديد الآراء .. لم أجلس يوما معك لحوار أو سهرة أو غداء .. لقآتي القليلة بك كانت حول المنارة وفي الشارع وعلى الإسفلت وأنت بين العديد من الأخوة والرفاق تقول بضع كلمات وتنظر إلينا كفئة ضالة أو مضللة .. يبدو أنك من وقتها لم تكن تسكن في عالمنا وأفكارنا وتنظيرنا.

اليوم وقد رحلت .. أظن أنك خلعت عنا نظرياتنا حد العري .. تركتنا نتناقش في منهجك وطريقك .. وسأكون أول من يرسل لك التشاؤم في عليين .. لن أتبع طريقك أبدا .. لن أؤمن في خياراتك وافكارك .. سأبقى أعارض ما جنحت إليه .. لك دينك ولي دين .. لن نتغير .. لا تغيير قريب .. سنبقى نراهن على الخيار الأسهل والأطول .. ولن نخوض خيارك الأقرب والأصعب .. لن نحمل اليوم بندقية .. بل سنحمل كالعادة علما وراية وشعارا وقلم .. ونعود غدا لروتين أغرب مقاومة بالتاريخ أي بلا سلاح ولا انسلاخ عن الاحتلال .. وبعد عدة أشهر وفي المناسبات سنقول رحم الله باسلا كان رجلا دون مبادئه التي آمن .. ولكنه أخطأ وضل الطريق .. وما الفائدة من عمله .. وأين المكسب في موته .. واليوم الظروف لا تسمح بالقتال .. ويجب أن نفوت الفرص على الاحتلال .. لا تقلق نحن عراة فقط اليوم وسنستعيد لبس وقاحتنا قطعة قطعة .. وسنقيم تجربتك بالفشل مع الترحم عليك بقوة الفعل والجغرافيا وعادات دينية وحتى لا يبصق علينا احد رفاقك.