رام الله/ القاهرة- قُدس الإخبارية: قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلا عن مصادر فلسطينية بأن موافقة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي لعقد مؤتمر إقليمي للسلام أدت لتوتر بين السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأوضحت الصحيفة أن عباس يعارض المبادرة لعقد قمة بين رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" والسيسي وقادة عرب آخرين، "حيث سيكون المؤتمر بمثابة مؤتمر اقليمي".
فوفقا لمعلومات وصلت لصحيفة "هآرتس" فإن موافقة السيسي على قمة إقليمية أدت لتوتر في العلاقات بين عباس والسيسي مما دفع مصر لمنع دخول القيادي في فتح جبريل الرجوب للقاهرة.
وبدا أن مرحلة التستر على العلاقات السيئة والمتدهورة بين السلطة الفلسطينية والحكومة المصرية، وصلت إلى نقطة الصفر واللاعودة، وبدأت تظهر على الساحة مؤشرات قوية تؤكد أن "شهر العسل" قد انتهى، وأن الطرفين سيدخلان مرحلة "الطلاق السياسي والدبلوماسي".
يشار إلى أن قرار جهاز المخابرات المصري، الاثنين الماضي (27 فبراير/شباط)، بمنع دخول أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس اتحاد كرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، للأراضي المصرية، لم يكن مفاجئاً؛ إذ علم موقع "الخليج أونلاين" قبل أسابيع أن الجانب المصري أعد قائمة "سوداء" لرجال عباس يُمنع دخولهم الأراضي المصرية؛ وكان الرجوب على رأس القائمة، إضافة لآخرين؛ منهم توفيق الطيراوي، ومحمود العالول، وحسين الشيخ، وعباس زكي.
الرجوب كان مدعوا بشكل رسمي لزيارة مصر للمشاركة في المؤتمر "الوزاري العربي حول الإرهاب والتنمية الاجتماعية- أسباب ومعالجات"، الذي يعقد في مدينة شرم الشيخ، ولكن فور وصوله مطار القاهرة الدولي وجلوسه في صالة "كبار الزوار"، انتظر ساعات حتى أُبلغ بأنه "غير مسموح له بالدخول، وعليه المغادرة فوراً"، وعلى الرغم من سلسلة اتصالات أجراها برفقة دبلوماسيين فلسطينيين، فإن الرد كان من جهاز المخابرات برفض الدخول والمغادرة فوراً، فعاد إلى عمان على نفس الطائرة التي جاء بها.
وقال الموقع إن "ما جرى مع الرجوب يعيدنا للحديث عن الزيارة التي أجراها صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للقاهرة قبل، في السبت (25 فبراير/شباط الجاري)، ولقائه المسؤولين المصريين، يؤكد أن الزيارة كانت "فاشلة"، وأن الفجوة بين السلطة والنظام المصري تتسع يوماً بعد يوم، على عكس البيان الذي صدر عن عريقات وكان يشع تفاؤلا".
دبلوماسي مصري يعمل في وزارة الخارجية، كشف لـ"الخليج أونلاين"، أن العلاقة بين الرئيسين عباس والسيسي وصلت إلى أخطر وأصعب مراحلها، نتيجة للخلافات القائمة بين الرجلين .
وأوضح أن العلاقة بين عباس والسيسي دخلت فعلياً مرحلة "الطلاق السياسي والدبلوماسي"، وأن النظام المصري أعد قائمة كبيرة سوداء لرجال عباس في السلطة وحركة فتح لمنع دخولهم الأراضي المصرية؛ لمعارضتهم جهود مصر لعودة دحلان للحركة، وانتقادهم ما جرى بمجلس الأمن الدولي، وطلب مصر عدم تقديم مشروع الاستيطان للتصويت عليه قبل أشهر.
وذكر الدبلوماسي المصري، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العلاقة المتوترة تكشف عن السبب الرئيسي لعدم زيارة الرئيس عباس للقاهرة ولقائه بالسيسي، كاشفاً أن بعض الدول العربية حاولت التوسط بين عباس والسيسي، إلا أن الأخير كان رافضاً لأي تدخل في هذا الملف.