فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: في حالتنا الفلسطينية هناك حلقة مهمة في كل قضية إما موجودة فتنجحها وإما مفقودة فتغيبها وتسقطها ربما، وهذا في قضايا الأسرى والشهداء وفي الظواهر الاجتماعية وفي القوانين وفي الشؤون النقابية والمطلبية ... وحتى في عرب ايدل.
هذه الحلقة اسمها " الماكنة"؛ التي تعمل لأجل قضية ما وتغيب عن قضية أخرى.
هذه الماكنة باستطاعتها فرض أجندة، مهمة أو غير مهمة، على الشعب الفلسطيني، وباستطاعتها تغييب هذه الأجندة عن عقول وأذهان الناس.
مثال: في حالة الدعوة لإعادة بناء بيوت الشهداء التي هدمها الاحتلال العام الماضي مثلا، غابت الماكنة، لم يكن هناك جماعة أو مؤسسة أو مصلحة وطنية أو اقتصادية ( أو كل هذا معا) لتحرّك الناس ويقوموا بواجبهم عن حب وشعور بانتماء وامتنان. ونتيجة لذلك، فإن شخص مثل الشهيد #بهاء_عليان مثلا (قدم حياته من أجلنا، وخلق قبل ذلك نموذجا ثقافيا ونضاليا هاما) لم يؤثر في الناس لدرجة أن يدفعوا من جيوبهم الكثير، كما فعل شخص مثل " يعقوب شاهين" ( مع الاعتذار للشهيد عن المقارنة).
لماذا لم يحدث هذا التأثير من الشهيد وحدث من يعقوب شاهين؟ ليس لأن الشهيد موضوع حزين والمغني قضية فرح. ( بهاء عليان ساهم في صنع فرح كبير قبل استشهاده). بل لأن خلف يعقوب شاهين ماكنة حرّكت اسمه وصنعته نجما وأدخلته إلى كل بيت وأقنعت الناس بأن لديه موهبة وشيء مهم. لكن لم يكن لبهاء عليان ماكنة، ولم تتوفر له جماعة أو حملة أو منظومة إعلامية وسياسية واقتصادية لتدخله بيوت الناس وتقنعهم بأن لديه أكثر بكثير من " طموح شخصي"، وأن ما فعله، لا ينتهي بإعلان نتيجة " مفرحة"، بل يقدمنا خطوة نحو مستقبل ما. وربما كانت هناك ماكنة إعلامية وسياسية تقنعنا بما هو عكس ذلك أيضا.
حقيقةً، هناك أناس وحقائق وقضايا بحاجة لماكنة عاملة بقوة، أقوى بكثير من ماكينات العمل من أجل يعقوب وأمير ومن أجل كُتاب وشركات وإذاعات تكرس وقتها وجهدها من أجل جماعة أو مشروع أو شخص أو فكرة، وتتجاهل عن قصد أفكار ونماذج أكثر أهمية.