شبكة قدس الإخبارية

إلى حركة حماس.. لا تفرحوا بملايين قطر

د.فايز أبو شمالة

تحدثنا كثيرًا عن عيوب محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، وقد فضحناها على الملأ، ولكن عيوب شركة التوزيع المكلفة من قبل حركة حماس، هي عيوب مخزية، سيغطي عليها مبلغ 12 مليون دولار التي تبرعت بها قطر مشكورة لعدة أشهر فقط، ليقع بعد ذلك سكان قطاع غزة في حفرة المعاناة البائسة من قطع الكهرباء، طالما ظل مجلس إدارة شركة توزيع الكهرباء على حاله، ويتصرف بنفس الآلية التي تكرس الأخطاء، وهي كالتالي:

1ـ شركة تجبي 24 مليون شيكل من أصل 70 مليون شيكل هي شركة فاشلة، يجب أن يغادر مجلس إدارتها مقر الشركة فوراً، وينام في بيته. 2ـ شركة تعلن صباح مساء أن الذين لا يدفعون فاتورة الكهرباء هم 60 ألف مشترك، ولا تحرك ساكناً، ولا تفتش عن حلول إبداعية، هي شركة فاشلة. 3ـ شركة تقطع الكهرباء عن الملتزم المحترم إذا تأخر شهراً في الدفع، وتترك جاره العقيد والموظف الذي لم يدفع من عشرين سنة، بحجة عائلة أسير أو شهيد أو جريح أو فقير، هي شركة لا تخاف الله، ولا تراعي حوائج الناس. 4ـ شركة ترفع سعر الكهرباء على الملتزمين كي تعوض النقص الذي يسببه غير الملتزمين، ليصب العذاب على المواطن المحترم الملتزم مرتين. فهذا تدبير شركة فاشلة 5ـ شركة تعرف أن آلاف البيوت التي لا تلتزم بالسداد، تقوم بتزويد الجيران بخدمة الكهرباء المجانية، بل ويستخدمون الكهرباء بشكل مضاعف عن بيوت الملتزمين بالدفع، هي شركة فاشلة. 6ـ شركة تعرف أن بيوت الفقراء في الغالب لا تحتوي ثلاجات، وليس لدى الفقراء فائض طعام ليوضع في ثلاجات، وبيوت الفقراء لا تحتاج غسالات، وبيوت الفقراء لا تحتاج أفران كهربائية، فلماذا لا تعمل الشركة على تزويد هؤلاء الفقراء الحقيقيين بخط إنارة فقط، خط إنارة لوجه الله، أما الذي يمتلك كل المعدات الكهربائية فليس فقيراً، والذي يمتلك أكثر من فاتورة جوال ليس فقيراً، والذي يمتلك سيارة ليس فقيراً، والذي لدى أولاده بطاقة صراف آلي ليس فقيراً، والذي يمتلك هاتفاً، وخط نفاذ للنت، واشتراك نت ليس فقيراً، والجمود من أخطر عيوبكم في الشركة. 7ـ شركة يبست مفاصلها، وتحنطت على أعضائها المنشغلين بموقعهم، وأنفسهم، وحياتهم المهنية، هي شركة فاشلة، لن يبدع أعضاء مجلس إدارتها حلولاً نحن أحوج إليها في هذه المرحلة. لقد أثبت مجلس إدارة شركة توزيع الكهرباء فشله في إدارة الأزمة، وأثبت عجزة عن تطوير مصادر الطاقة الضرورية، وهذا ما يستوجب استبداله بكفاءات فنية وإدارية تملأ شوارع وحارات غزة، مع ضرورة إشراك كافة القوى السياسية والتنظيمية في مجلس إدارة جديد، مجلس إدارة حي وحيوي، وهذه أمانة في أعناق قادة حركة حماس، فالتقطوا اللحظة قبل أن تسرقكم الأيام.