قلقيلية- خاص قُدس الإخبارية: لم تمنع حملة الإصلاح والتأهيل لبعض شوارع مدينة قلقيلية، أهاليها من إبداء تخوفهم من تضرر منازلهم ومزارعهم كما حصل في السنوات السابقة، بالرغم من اعلان البلدية إجراء إصلاحات العام الماضي.
فمنذ سنوات، لا تزال مشكلة المياه العادمة المتجمعة في المنطقة الغربية من قلقيلية، تؤرق الأهالي لا سيما المزارعين، وتتفاقم المشكلة في فصل الشتاء حيث تتجمع مياه الأمطار في أخفض منطقة في المدينة، لتلتقي بالمياه العادمة بالمنطقة وبعض المستوطنات المحيطة بها، إضافة إلى مخلفات مصانع مستوطنات "تسوفيم وأيال" المجاورة.
ماجد بغدادي وهو أحد المزارعين بالمنطقة، يقول إن تلف العديد من الأشجار بعد غرقها بمياه الأمطار المختلطة بالمياه العادمة ومخلفات المصانع في الشتاء، يشكّل خطراً على التربة بفعل المواد السامة التي تحملها المياه نتيجة مخلفات مصانع المستوطنات.
ويضيف لـ قُدس الإخبارية، أنه في عام 2006 نفذت بلدية قلقيلية مشروعاً للتحكم بمسار المياه لتمنع دخولها للأراضي الزراعية ولكنها لم تكمله، وشهد التنفيذ أخطاءً هندسية بديهية تسببت بتفاقم المشكلة"، متابعًا "بعد ذلك طالبنا المجالس البلدية التي تعاقبت على قلقيلية بحل المشكلة ولكن لم يستجب أحد لمطالبنا، باستثناء المحافظ السابق عبد الله كميل الذي زار المكان وتعهّد بحل المشكلة، البلدية تتذرع بأن الاحتلال هو من يمنع العمل في المكان وهذا الكلام غير صحيح"، بحسب قوله.
الأهالي يشتكون
لا تقتصر الأضرار على الأراضي الزراعية بل تمتد إلى منازل الأهالي كذلك، فكثير من المنازل تغرق بمياه الأمطار، كما تغلق مياه الأمطار عدداً من الشوارع التي تحتاج إلى تعبيد وتأهيل شبكات الصرف الصحي فيها وفقاً لأهالي تلك المناطق.
ويشتكي أحد سكان حي شريم من حال أحد شوارع الحي الذي حفرته البلدية قبل أربعة أشهر ثم توقف العمل فيه، فيقول، "البلدية حفرت الشارع بتشتغل يوم وبتوقف عشرة واتبهدلنا مع دخول الشتا مش عارفين نوصل بيوتنا وتواصلنا مع أقسام البلدية وما حدا استجاب".
في المقابل، فان رئيس قسم الأشغال العامة في بلدية قلقيلية وليد جعيدي، قال إن توقف المشروع كان بسبب توقف المنحة المقدمة لتمويله، وأضاف، "سنحاول أن ننهي المشروع من خلال المنح المقبلة، ونعمل على تنظيف مجرى المياه بشكل دوري مما يخفف من حدة المشكلة".
تفهمت البلدية أيضًا شكاوي الأهالي، حيث أكد جعيدي أن البلدية سلّمت مشاريع البنية التحتية لمقاولين وهم يحتاجون وقتاً لإنهائها، متعهدًا بحل المشكلة قريباً عندما تنتهي مدة عطاءات المشروعين الذين يجري العمل فيهما أحدهما بتاريخ 20 ديسمبر الجاري والآخر بتاريخ 16 يناير المقبل.
وبرر الجعيدي، بقوله "حفرنا هذا الشارع في حي جعيدي ولكن حدث خلل في نوعية المواد المستخدمة، وسنقوم خلال الأيام المقبلة، بتوفير مواد جديدة لتلافي تجمع المياه في المنطقة".
الشاب صبحي حجار من حي النقار يصف معاناة بعض سكان الحي في كل شتاء بقوله، إن حي النقار منطقة منخفضة مما يؤدي إلى تسرب مياه الأمطار من الشوارع لبعض المنازل وتغمرها، وتسبب تلف الأجهزة الكهربائية والأثاث وهذا يحدث في منزلنا ويتسبب بخسائر مادية كبيرة".
وكانت البلدية أجرت أعمال تعبيد وتأهيل خطوط المياه العادمة لعدد من الشوارع في حي النقار خلال الأشهر الماضية، ويؤكد المهندس جعيدي أن هذه الأعمال من شأنها أن تخفف المشكلة ولكن بسبب انخفاض حي النقار فإن ارتفاع المياه تصل 50 ملم وهو ما يستدعي العمل بشكل طارئ ومتواصل خلال الشتاء.
كما تتسبب مياه الأمطار بإغلاق بعض الشوارع مثل "شارع الواد" جنوب المدينة، ويقول الشاب معتصم خضراوي، "بمجرد ما تمطر شارع الواد بسكر وحتى السيارات ما بتقدر تمرق بسبب ارتفاع المياه والسبب أن شبكات الصرف الصحي لا تحتمل كميات الأمطار لو زادت".
ويظهر الفيديو التالي كيف غمرت المياه "شارع الواد" السنة الماضية، ولكن البلدية تؤكد أن المشكلة ستتلاشى هذا العام بعد حفر أربعين فتحة إضافية في الشارع ستعمل على تجمع المياه داخل الوادي.
وطالبت البلدية أيضًا من الأهالي التبليغ عن أي غرف صرف صحي مفتوحة أو مطبات عشوائية تعيق مجرى المياه، داعيًة لأخذ احتياطاتهم اللازمة كتثبيت الأسقف المعدنية (الزينكو) واليافطات، والتأكد من عدم وجود أسلاك كهرباء مكشوفة، وتنظيف أسطح المنازل كي لا تتراكم عليها المياه وتتسرب للبيوت.
لطالما رأينا شوارع قلقيلية ومزارعها ومنازلها تغرق بمياه الأمطار والمياه العادمة في السنوات الماضية، ويبدو أن المعاناة ستستمر في بعض المناطق التي لم تشهد أعمالاً للبلدية كما أن هذا الشتاء سيكون اختباراً لمدى نجاح المشاريع التي أجرتها بلدية قلقيلية في عدد من المناطق، فهل سنرى قلقيلية تغرق مرة أخرى؟