طال انتظار الفلسطينيين، لانعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح، بالرغم من أن انعقاد المؤتمر السادس، وانتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري وظهرت بعض الأسماء والمسميات الجديدة، ولكن الساحة الفلسطينية لم تشهد تغييرًا لا على مستوى التعاطي مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولا على مستوى الحقوق الفلسطينية ولا على مستوى تحقيق المصالحة.
الكثير من التصريحات الاعلامية لهؤلاء سواء كان من أعضاء المجلس الثوري أو أعضاء اللجنة المركزية لا صدى يذكر لها في الواقع، ولم تصل إلى حد إقناع الفلسطيني بجديتها أو واقعيتها لغياب التطبيق؛ لأن الشعب الفلسطيني ملّ من هذه التصريحات ولم يعدّ يفكر بأحرف التصريح والمصرح وإنما ينتظر بلهفةٍ الشخصية الواقعية المخلصة التي تستطيع انتاج الجديد الإيجابي على الساحة الفلسطينية فتأخذ بيد الناس بعد هذا التوهان الطويل على الطريق الصحيح تبعًا لبوصلة صحيحة توصل إلى الحق الفلسطيني الضائع الذي يلقى تجاهلًا عالميًا وتجاهلًا عربيًا وأحيانا فلسطينيًا.
وبالتالي أرى أنه لا يهم الناس كثيرًا انعقاد المؤتمر السابع أو لم ينعقد لأنه ما النتيجة التي تحققت من المؤتمر السادس؟ قد ينعقد المؤتمر السابع ونفترض أنه انعقد هل سيحرز فرقا أم يبقينا نراوح مكاننا أو نتراجع لإنهيار كبير؟
والكثير من أبناء فتح يسعون لانعقاد المؤتمر و يدّعون أن السعودية ومصر و الأردن معهم ومع الرئيس وأن الرئيس خلال جولته الاخيرة طلب من تركيا أن تتدخل كي لا تمنع حماس أبناء فتح من المجيئ إلى رام الله لحضور المؤتمر بموافقة غزاوية تركية، كما يبدو أن هناك موافقة إسرائيلية لدخولهم الى رام الله.
أبناء فتح متفائلون أن جولة الرئيس الاخيرة كسبت دعم لخط الرئاسة الفلسطيني في مواجهة دحلان وقوته المتزايدة واحتمال أن يكون هناك فصل لدحلان بهذا المؤتمر بسبب التركيز حاليًا على فصله، حيث يقول دحلان أن عملية فصله سوف تكون لتسوية حسابات شخصية ليس على اثر قانوني أو تنظينمي.
لكن يبقى السؤال هنا، هل سيحدث المؤتمر قفزة ايجابية أم هاوية جديدة؟ هل سيحل فيه الخلافات الداخلية أم سيزيد حدتها ويظهر انقسامات جديدة ؟ هل سيتم وفقًا لمعايير وهل سيتم تعين الأعضاء واختيارهم على أسس ديمقراطية بعيدًا عن الشخصنة؟
ومن خلال دراسة مؤتمرات فتح السابقة، نستنتج أن المؤتمرات الفتحاوية أحيانا كثيرة تزيد من الخلافات الفتحاوية الداخلية والتي تنعكس بدورها على الواقع الفلسطيني ككل ويبقى السؤال هل ستنج فتح اليوم في ظل كل هذا التعقيد الإقليمي والفلسطيني في تحقيق المعجزة والخروج بما هو إيجابي! هل سيفاجئ الجمهور و يحقق آمالهم ويحدث قفزة كأن يتخلّى عن أوسلو مثلًا؟ لا أحد يدري ماذا يخبئ وفمبر في نهايته.